وجه السيد حسن نصر الله في خطاب يوم القدس، تحذيراً واضحاً لكيان الاحتلال، من ارتكاب أي خطأ عسكري أو أمني في لبنان، خلال المناورات التي ستبدأ الأحد، في المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة، ودعا أطراف المحور كافة للحذر على صعيد المنطقة عموماً، كاشفاً عن إجراءات عديدة ستقوم بها المقاومة، بالتزامن مع المتابعة الدقيقة لسير المناورة.
المناورة
بحسب الأهداف الموضوعة للمناورة الاسرائيلية، فإنها ستكون كبيرة وضخمة، وربما ستكون الأضخم في تاريخ الكيان. مناورة ستستمر لشهر واحد، وستشمل مواجهة في عدة جبهات، مع التركيز على قطاع غزة ولبنان.
أما هيكل التدريبات فسيتضمن سيناريو حملة متعددة الجبهات، يتصاعد من مستوى تهديد من لبنان وقطاع غزة، إلى المستوى الأسوأ بالنسبة لجيش الاحتلال، المتمثل بحرب مع كل الجبهات في وقت واحد. وسيتم خلالها إجراء عمليات تدريب على عملية إخلاء السكان من مستوطناتهم، حيث سيتم تدمير بعض الصواريخ لمحاكاة أضرار جسيمة تصيب مراكز المدن، للتدرب على عمليات الإنقاذ والتعامل مع الحرائق وغيرها. وتدريب الجبهة الداخلية على طرق تحديد مواقع سقوط الصواريخ بدقة وسرعة، وانتشار فرق الإنقاذ في الميدان بالشكل المناسب، وتشكيل فرق عسكرية ومدنية لإخلاء السكان.
أما الجيش، فمن المقرر أن يشارك فيها بكل فروعه. حيث ستشارك وحدات المجندين والاحتياط، من كل منطقة عسكرية بالإضافة إل فروع ومديريات التدريب في أسلحة الجو والبحر والبر. وسيحضر إلى جانب الجيش، ممثلين عن: مجلس الوزراء، وزارة الحرب، الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ، ووزارة الخارجية، والأجهزة الأمنية الأخرى للكيان.
وبحسب التسريبات من جيش الاحتلال، فإن التدريبات ستحاكي مناورات برية واسعة النطاق ومنسقة خلف خطوط العدو (أي قطاع غزة ولبنان)، من خلال عمليات للقوات الخاصة.
وسيتم محاكاة جميع جوانب القتال، من الدفاع متعدد الأبعاد، للحد من تهديد الصواريخ، إلى تنفيذ عمليات هجومية، متعددة الأوجه (جوية، برية، وبحرية)، ضد أهداف يدعي الكيان تواجد أسلحة/ مقرات / معسكرات تدريب / مرافق بنية تحتية / ومراكز القيادة والسيطرة للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
مع الإشارة، إلى أن جميع هذه السيناريوهات التي سيتم التدرب عليها، ستكون من خطة رئيس أركان جيش الاحتلال المسماة ب "تنوفا".
فشل منظومات الدفاع الجوي
يعتبر جيش الاحتلال أن منظومتي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، إلى جانب بطاريات صواريخ Arrow، لن توفر دفاعاً فعالا بمعدلات اعتراض عالية، إذا انضمت المقاومة اللبنانية إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة خلال أي حرب.
فمع أكثر من 100 ألف صاروخ إضافة لأسراب طائرات بدون طيار المهاجمة، سيكون هناك فجوة كبيرة لتهديد مناطق الكيان.
كما أن الإسرائيليين يخافون بشكل خاص، من الصواريخ الشديدة التفجير وقصيرة المدى، التي يتراوح وزن الرأس الحربي فيها تزن من 200 إلى 400 كيلوغرام. فهذه الصواريخ الثقيلة، تستطيع تغطية مربعات جغرافية بأكملها، في مستوطنات جنوب والشمال، بحيث تحدث دماراً هائلاً فضلاً عن الإصابات البشرية.
نتائج المناورة
إن تحذير السيد نصر الله للكيان بأن المقاومة ستكون على جهوزية واستعداد ومراقبة دائمة لكل مراحل المناورة، إضافة إلى ما كشفه عن أزمات عديدة وجديدة يعيشها الكيان، يؤكد لنا أن هذه المناورات العسكرية بضخامتها أو كثرتها، لن تزيد من قدرات جيش الاحتلال الدفاعية أو الهجومية على حد سواء، فكيف الحال مع بروز تهديد جديد للكيان من داخل مجتمعه عبر:
_الأزمة السياسية الداخلية وعدم القدرة على تشكيل حكومة، بسبب مشاكل بنيامين نتنياهو.
_ تحول الكيان من كيان يقوم على أسس عقائدية إلى كيان يخدم شخص بعينه.
_ مشكلة في وجود قيادة حقيقية، يتحدث فيه بعض الإسرائيليين أنفسهم، وعلى رأسهم رئيس الكيان رؤوفين ريفلين عن مسار سيوصل إلى حرب أهلية.
_ظهور معالم الضعف على الكيان، بالتزامن مع تطور وتعاظم قدرات محور المقاومة وقواه العسكرية.
الكاتب: غرفة التحرير