تواصل السعودية التي تقود الحرب على اليمن محاولاتها لكسب أي "نصر" يمكن لها استثماره على طاولة المفاوضات القادمة، بعد التقدّم الملحوظ للجيش واللجان في معركة مأرب، حيث بات سقوطها الوشيك أمرًا واقعًا، وهي لا تتوانَى عن استخدام كل الوسائل "غير الشرعية" لتحقيق غايتها، ولعل أخطرها هي مواصلتها لاستقدام عناصر القاعدة وداعش إلى اليمن.
مصادر ميدانية أكدت "للخنادق" ان عدداً من عناصر القاعدة من بينهم قيادات تابعين لصلاح سالم باجبع المعروف باسم أبو صفية -كان يشغل منصب قاضٍ في تنظيم داعش بمدينة إدلب- قد وصلوا إلى صومعة ثم تحركوا إلى شبوة الليلة الماضية، بهدف مساندة حزب الإصلاح التابع للسعودية، في استعادة سيطرته على بعض المناطق.
المصادر نفسها أشارت "للخنادق" ان هذه المجموعة كانت قد وصلت إلى عدن قبل أسبوع، من سوريا وتركيا عبر البحر، ولفتت المصادر الى ان هناك مجموعات أخرى ستصل تباعاً إلى البلاد، غالبيتهم كانوا قد شاركوا في القتال بسوريا ومن بينهم عدد من أبناء عدن وأبين ولودر.
كما وصل إلى محافظة البيضاء، سيارة من نوع هيلوكس موديل 2008، تُقل 6 عناصر من تنظيم القاعدة من بينهم قيادات، أبرزهم: أبو هاجر المصري (علاء الخويري) وهو مصري الجنسية، وقد قدم من محافظة أبين مديرية لودر حسب المصادر.
وأبو هاجر المصري هو من ضمن قيادات تنظيم داعش في محافظة البيضاء، منطقة قيفه، أعلن انشقاقه عنه في منتصف عام 2020، ليبايع القاعدة وينضوي ضمن صفوفها.
الجدير بالذكر ان "القيادي في القاعدة حاليا" صلاح سالم باجبع كان قد دعا مؤخراً أحمد الميسري وزير الخارجية في حكومة هادي، وبشكل علني وصريح، إلى تشكيل "تحالف جديد في اليمن" وقال إنه سيكون معه.
هذه العلاقة بين حزب الإصلاح والقاعدة ليست بجديدة، حيث أضحى التنظيم بمنزلة الذراع العسكرية للإصلاح، وشنّوا العديد من المعارك جنبًا إلى جنب، إضافة لاتباع حزب الاصلاح سياسة الترغيب بالمال تارةً، او بالترهيب بتقديم الاحداثيات والبيانات عنهم، حتى تتولى الولايات المتحدة قصفهم بالطائرات المسيرة، مستفيدة بذلك من التناقضات والازدواجية لدى السعودية، ومن خلفها واشنطن، حول استهداف التنظيم من جهة، ودعمه لتنفيذ أجنداتهم من جهة أخرى.
على المقلب الآخر، تسعى الامارات الى سلخ القاعدة عن حزب الإصلاح، الذي تعتبره عدوها الأول في اليمن، وراحت تعمل على جذب العديد من عناصر التنظيم في عدة مناطق
يستميت كلا الطرفين لاستمالة تنظيم القاعدة نحوهما، لا سيما بعد العجز العسكري الواضح لقوات التحالف في الميدان، وقد وصل الحال بالسعودية والإمارات أن "أوكلوا أمرهم للشياطين".
الكاتب: غرفة التحرير