اقتحم ايتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى، ليس بصفته مجرّد يميني متطرّف وداعم لجماعات "الهيكل"، بل وبصفته "الرسمية" كعضو في "الكنيست" ووزير الأمن الداخلي في الحكومة والى جانب أيضاً عضويته في المجلس السياسي والأمني للاحتلال. وهو ما يحمل الرسائل الاستفزازية الإسرائيلية من حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة الذي يعتبر التطرّف وتمرير مخططات التهويد وخلق مزيد من أشكال الاعتداء على الشعب الفلسطيني من أولوياتها في المرحلة المقبلة.
بن غفير الذي أشعل باعتدائه على حي الشيخ جراح والقدس المحتلّة في أيار / مايو عام 2021 معركة "سيف القدس" التي كلّفت الاحتلال الخسائر المادية والبشرية ووضعت أمامه قواعد اشتباك جديدة ومعادلات استراتيجية للمقاومة الفلسطينية، يضع من جديد الساحة الفلسطينية على حافة التصعيد. وقد قالت صحيفة "مكور ريشون" العبرية أنه "يجب الحذر والاعتبار مما حدث في مايو 2021".
فقد شدّدت الفصائل الفلسطينية في مؤتمر صحفي مشترك عقب الاقتحام أن "الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات إصراره على العدوان" على الشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكدّة أنها لن تتخلى عن دورها بالدفاع عن المسجد الأقصى، وعلى الاحتلال أن يتذكر معركة "سيف القدس".
على ضوء المستجدات الأخيرة في الساحة الفلسطينية، إن "غزّة" ليست وحدها في الدفاع عن المسجد الأقصى، فالضفة الغربية التي تنامت بها مجموعات المقاومة والقدس المحتلّة التي شهدت عمليات نوعية فردية وشعبية تدخل أيضاَ في معادلة حماية الأقصى. فقد دعت الفصائل الفلسطينية "الأهالي والمقاومة في الضفة المحتلة إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال في كافة ساحات الاشتباك دفاعًا عن المسجد الأقصى".
وفي هذا السياق قالت مصادر حركة حماس لموقع "الخنادق إن "واجبنا (الفصائل) اليوم هو تثوير الشارع واستنهاض كل الطاقات وتهيئة الجماهير في مختلف الساحات لأي تطورات محتملة وتدشين أكبر حملة للتضامن مع القدس والاقصى وإسناد المقاومة بكافة الوسائل في اي خطوات تتخذها على أن يكون ذلك ليس في غزة فحسب بل في الضفة والقدس ومناطق الـ 48".
بالنظر الى جدّية العمل المقاوم في الضفة والقدس وما حقّقه من أرقام قياسيّة عام 2022، الى جانب قدرة مجموعات المقاومة والعمليات الفردية على توجيه ضربات نوعية للكيان وجيشه ومستواه الأمني، أشارت القناة 14 العبرية أن وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت " أوعز إلى القادة في فرقة الضفة بالاستعداد لاحتمال حدوث تصعيد". فيما ادعت القناة 13 العبرية أن حماس والجهاد بدأتا مشاورات حول كيفية الرد على الاقتحام المفاجئ من بن غفير للأقصى - في غزة يؤكدون أن إمكانية تصعيد واسع هي خطوة قيد البحث".
انتقادات من داخل الاحتلال
رأى عضو "الكنيست"، جلعاد كاريف، أن "ما يهم إيتمار بن غفير هو إشعال الوضع في المنطقة"، وفي إشارة الى شخصيات اليمين المتطرّف اعتبر "كاريف" أن "هؤلاء حفنة من العدوانيين، ونتنياهو استسلم لهم". كذلك قال عضو "الكنيست"، أفيغدور ليبرمان، إنّ "بن غفير لا يقيم وزناً لنتنياهو مثل كل عناصر الائتلاف، وحركة حماس تعلم أن الأخير جبان". بدوره زعم عضو "الكنيست" عوفر كسيف أن "اقتحام بن غفير... هو فعل حربي.. وثمن إشعال الوضع في المنطقة سندفعه جميعاً وكل ذلك بسبب حكومة مجنونة". أمّا المعلّق العبري، باراك رافيد، فقال إن "الاعتقاد بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمكنه السيطرة على ما يقوم به بن غفير سذاجة".
ادانات عربية
_ تابع المؤتمر العربي العام (الذي يضم المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي الاسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية، مؤسسة القدس الدولية، الجبهة العربية التقدمية) ما يجري من تطورات في المسجد الأقصى، وتحضيرات من قبل المنظمات المتطرفة بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ودعى المؤتمر "الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم تجاه المسجد الأقصى، والدفاع عنه بكل الوسائل والطرق المتاحة".
_ أدانت الخارجية القطرية "بشدة" هذا الاقتحام وحذّرت "من السياسة التصعيدية التي تتبناها حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
_ اعتبرت الخارجية الأردنية هذا الاقتحام "استفزازا وانتهاكاً للوضع الراهن في الأقصى، وخطوة ستؤدي إلى التصعيد"، داعيةً المجتمع الدولى إلى "التحرك لوقفه".
الكاتب: غرفة التحرير