وأخيراً، تم إقالة وكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الاستخبارات "أحمد أبو رغيف"، الملقب بـ "زائر الليل" والذي عاث فساداً أمنياً ونفذ الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان، بشكل ذكّر البعض بانتهاكات صدام حسين والأمريكيين، بل وربما تفوق عليهم.
فمن أهم الخطوات التي قامت بها حكومة الرئيس محمد شياع السوداني مؤخراً، عبر وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إعفاء وكلاء ومديرين عامين في وزارة الداخلية، والتي وصفت بأنها واحدة من أكبر عمليات التغيير الوزاري، كان في مقدمتهم أبو رغيف.
ووصفت هذه التغييرات بأنها جاءت وفقاً لدراسة مهنية، بعد وجود تقصير لدى بعض القيادات الأمنية، وشبهات في ذلك على آخرين. وهو ما اعتبر بأنه تغيير طبيعي لضمان نجاح عمل الوزير الجديد، خصوصاً مع اقتراب تسلّم وزارة الداخلية مهامّ حماية المدن بدل الجيش العراقي، وتحديداً العاصمة بغداد.
لكن أبو رغيف، شكّل حالةً استثنائية لأنه كان يُعتبر اليد الأمنية الضاربة لرئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، بل ويُتهم أيضاً بأنه الرجل الذي يهدّد فيه الكاظمي خصومه ومعارضيه ويبتزهم به، لذلك يمكننا اعتباره صندوق الكاظمي الأسود.
فمن هو أحمد أبو رغيف وما هي أبرز المآخذ والتهم عليه؟
_هو ضابط برتبة فريق أول حقوقي، خريج كلية الشرطة وحاصل على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في القانون.
_تم تعيينه في العديد من المناصب الأمنية: فكان وكيلاً مساعداً لشؤون الاستخبارات عام 2008، معاون مدير وقائد شرطة بغداد، معاون ومدير شؤون الداخلية، والوكيل المساعد لمدير وكالة الاستخبارات. ثم أُحيلَ إلى التقاعد في 1 كانون الأول / ديسمبر من العام 2014، لكن تم إعادته إلى الخدمة يوم 26 تشرين الأول / أكتوبر من العام 2016.
_ في الـ 14 من تموز / يوليو 2021، قام الكاظمي برقيته إلى رتبة فريق أول معللاً ذلك بأنه لأغراض الراتب والقِدَم.
_ تولى رئاسة اللجنة العليا للتحقيق بقضايا الفساد الكبرى والجرائم الاستثنائية منذ تشكيلها في 27 آب / أغسطس من العام 2020.
_ تم تعيينه وكيلاً لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية في الـ 23 من كانون الثاني / يناير للعام 2021، وبقي في هذا المنصب حتى الـ 29 من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
_ تداولت بعض الوسائل الإعلامية أن أبو رغيف تم اعتقاله بعد وجود العديد من الخروقات التي صدرت منه. ومن بين من اتهمه بذلك النائبة عالية نصيف، التي قالت بأنه يساوم المعتقلين على شرفهم من اجل انتزاع الاعترافات منهم. كما أن هناك الكثير من الاتهامات بحقه حول قيامه بأمر عناصر بتعذيب المتهمين لديهم بشكل وحشي لا إنساني، وفقاً لتقنيات تعذيب استخدمتها سابقاً أجهزة أمن صدام حسين وجيش الاحتلال الأمريكي، ووفقاً لأساليب تعذيب جديدة.
_ سبق للأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي أن كشف في إحدى المقابلات التلفزيونية، أن أبو رغيف كان يجبر المتهم بقصف منزل الكاظمي، على الاعتراف تحت التعذيب، بل وحاول إجباره على الاعتراف زوراً بأنه خطط لاستهداف قبة مقام الإمام علي (ع)، أو محل إقامة المرجع السيد علي السيستاني ومرةً أخرى منزل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، وهي اعترافات لو حصلت لأشعلت حرباً داخلية في العراق، حتى قبل التأكد من صحتها.
_ كشف النائب باسم خشان، بأن موظفي مكتب الكاظمي هددوا في إحدى المرّات وزيرة الهجرة إيفان جابرو وعضوة لجنة "أبو رغيف" بالأخير، في حال لم تغير توقيعها على مشروع "شركة النفط الوطنية".
_ هو المتسبب الرئيسي بحادثة اعتقال أحد قادة الحشد الشعبي "قاسم مصلح"، والتي كادت حينها أن تطيح بحكومة الكاظمي.
الكاتب: علي نور الدين