تزيد حدة الانقسامات بين المرشحين الاسرائيليين لتولي الحقائب الوزارية في حكومة الاحتلال. وعلى ما يبدو ان بنيامين نتنياهو الموكل إليه مهام التشكيل، لن يجد الأمر سهلاً في ظل تضارب المصالح بين أكثر الشخصيات اليمنية المتطرفة. وتقول صحيفة معاريف العبرية في هذا الصدد، ان نتنياهو يعلم بأن "الجمع بين وزير الأمن بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير هو مزيج ممكن فقط في جحيم مجازي قد يتحقق في واقع في ظل ولايته هو بالتحديد".
النص المترجم:
لم يكن يخطر على بال بنيامين نتنياهو، ولا حتى في أسوأ كوابيسه، احتمال أن يتم تعيين بتسلئيل سموتريتش وزيرًا للأمن في إسرائيل؛ هذا ليس لأن سموتريتش يفتقر للمهارات، على العكس، الرجل ذو مهارات عالية، إنه حاد، مفعم بالطاقة، لديه قدرة تنفيذ عالية، شجاع، صارم ومجتهد، وهذه بالتحديد هي المشكلة. هذه المواصفات، بالإضافة للأيديولوجيا اليمينية المتطرفة للرجل؛ قد تجعل منه ساحة عبوات ناسفة إلى جانب سلك تشغيل هذه العبوات معًا.
يعلم نتنياهو أن الجمع بين وزير الأمن بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير هو مزيج ممكن فقط في جحيم مجازي قد يتحقق في واقع في ظل ولايته هو بالتحديد. حتى الآن، هذه هي المناصب التي يريدها هذان الاثنين. ونعم، هم متوافقون. على الأقل حتى الآن. كما قلنا مرة، "لا يمكن تمرير ورق فاكس بينهما". إلى هذا الحد هم قريبون من بعضهم ويديرون مفاوضات مع بعضهما البعض.
أحد أهداف نتنياهو سيكون في الأيام القادمة هو دق إسفين بين هذين الاثنين. وإلا فهو سيكون في ورطة. هو يعلم أنه لا يستطيع أن يبرر هذين التعينين في أي مكان في العالم. لا في واشنطن، لا في أبو ظبي، لا في القاهرة ولا أنقرة. وبالطبع ليس في أوروبا. وزير الجيش هو صاحب السيادة في المناطق. إنه يتخذ عشرات القرارات المصيرية في اليوم. إنه يعمل في الساحة الحساسة والأكثر تفجرًا في العالم، في واقع معقد وتحت قيود شديدة. إن اعطاء سموتريتش كل هذا هو بمثابة انتحار سياسي وأمني.
هذه هي قائمة المخاطر المباشرة التي قد تحدث مع تعيين سموتريتش وزيرًا للأمن: خلاف كبير وسريع مع الأمريكيين. لقد اعتادت إسرائيل على تنسيق خطواتها الاستيطانية مع الإدارة بشكل مستمر. قبل كل اجتماع لمجلس التخطيط الأعلى الذي يصادق على البناء في الضفة الغربية، يتم التنسيق مع الأمريكيين.
خطر كبير آخر ألا وهو انهيار سريع للسلطة الفلسطينية. ماذا سيفعل سموتريتش بالتنسيق الأمني؟ التقدير هو إما أن يوقفه، أو سيدعه يتلاشى. هل سيأمر الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال الضفة الغربية من جديد؟ وبعد ذلك، ماذا سيفعل؟ سنقوم بتعيين حكام ونبدأ في إدارة التعليم، الصحة، الصرف الصحي والاقتصاد لملايين الأشخاص الذين هم ليسوا مواطنين إسرائيليين؟
لم نتحدث بعد عن تأهيل الاستيطان الصغير (الاسم المغسول لعشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية)، اخلاء خان الأحمر، تغيير تعليمات إطلاق النار للجيش في الضفة الغربية، والحرم القدسي. آه، لحظة، الحرم القدسي ليس مجال سموتريتش، إنه لـ بن غفير. لقد نجونا!
هناك اتفاق بين بنيامين نتنياهو وآرييه درعي. إعلان درعي عن انتخابه لوزارة المالية كان بالتنسيق مع نتنياهو والهدف منه إزالة سموتريتش من شجرة الحقائب الكبيرة وتعيينه في المكان الطبيعي المناسب له. المشكلة هي، في رأي سموتريتش، أن حجمه الطبيعي أكبر بكثير. إنه يريد حقيبة كبيرة. المالية أو الأمن. وهو يريد أيضًا حقيبة الأديان.
هنا، في حقيبة الأديان سنجد الجائزة الكبرى. مع كل الاحترام لحقيبة الأمن والأمن الداخلي، إنهم يهتمون أكثر بتعيين كبار الحاخامات. لن يتخلى درعي عن حقيبة الأديان. ماذا عن سموتريتش؟ كيف سينتهي الأمر؟ علينا أن نتمنى أن ينتهي الأمر بطريقة جيدة بالنسبة لإسرائيل.
بالنسبة لي، أود لو أعين درعي وزيرًا للأمن وسموتريتش وزيرًا للمالية. درعي هو الرجل الأكثر خبرة في الحكومة المقبلة (باستثناء نتنياهو). إنه مقبول جدًا بالنسبة لجميع رؤساء الأذرع الأمنية منذ أجيال. إنه يُعتبر "الشخص البالغ المسؤول" في كل منتدى أمني. إنه واع، متوازن، متفاهم. هو لن يجرّ البلاد إلى مغامرات، ولن يحاول أن يُدخل رؤوسنا كلنا في الحائط
إن أمل نتنياهو بأن يكون تشكيل الحكومة سريعًا وسهلًا أمر لن يتحقق. نعم، هو سيُشكّل حكومة. لكنه لن يفعل ذلك بسهولة. والأهم من كل هذا أنه يعلم أن الحكومة التي سيشكلها، الأكثر يمينية، تطرفًا، تدينًا، ومحافظةً في تاريخ إسرائيل، قد تكون هي الحكومة الأخيرة له، هي التي ستحدد الإرث. لست متأكدًا إن كان هذا ما يتمناه هو لنفسه.
المصدر: معاريف
الكاتب: بن كاسبيت