في يوم الـ 6 من تشرين الأول / أكتوبر للعام 1981، عند حوالي الساعة الـ 12 و20 دقيقة، كان الرئيس المصري أنور السادات يجلس في منصة بمدينة نصر، لكي يشاهد الاستعراض العسكري احتفالا بذكرى نصر حرب أكتوبر.
لكن الاستشهادي خالد الإسلامبولي يومها كان له خطة أخرى، وهي اغتيال من أبرم اتفاق الاستسلام والعار مع الكيان المؤقت، المعروف باسم اتفاقية "كامب دايفيد" التي وجهت طعنة قوية للأمتين العربية والإسلامية ولقضيتهم المركزية "تحرير القدس وفلسطين".
وبالعودة الى ذلك اليوم، مرّت آلية تجرّ مدفعاً كوري الصنع عيار 130ملليمتر، كانت تسير في طابور الاستعراض، وبمجرد اقترابها من المنصة، توقفت فجأة لينزل منها الإسلامبولى ممسكا برشاشه ومصوباً طلقاته نحو صدر السادات، الذي قُتل على الفور، فتنفست فلسطين ومن خلفها الأمة من جديد. وقد كان لطلقات الإسلامبولي تأثير ودويّ أقوى في واشنطن، حينما كشفت هذه العملية أيضاً، عنعجز وفشل وكالة الاستخبارات المركزية CIA، في حماية أحد أبرز عملائها، وفق ما كشفه كتاب "الحجاب" للصحافي بوب وودورد.
فمن هو الشهيد خالد الإسلامبولي وما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرته؟
_ من مواليد الـ 15 من كانون الثاني / يناير للعام 1958 في محافظة المنيا، وكان والده مستشارًا قانونياً.
_ درس في المدرسة الفرنسية " نوتردام " بالقاهرة، ثم التحق بالكلية الحربية المصرية عندما كان عمره 20عاماً، وبعد تخرجه تم تعيينه ضابطاً في القوات المدفعية برتبة ملازم ثاني. وبعد مدة، انضم الإسلامبولي إلى حركة الجهاد الإسلامي المصرية.
_وبين عامي 1976 و1980، عمل كضابط توجيه لعديد من بطاريات المدفعية والكتائب والأفواج.
_في آذار / مارس من العام 1980، حصل على أول قيادة ميدانية له، لفصيلة مدفعية تابعة للواء المدفعية الميداني 161.
عملية اغتيال السادات
_بعد التخطيط الدقيق، هاجم خالد بالاشتراك مع 3 آخرين الرئيس السادات، واستطاعوا قُتل 5 مسؤولين مصريين آخرين في هذا الهجوم، وإصابة 28 شخصا بينهم 14 ضابطا أمريكيا، واستمر الهجوم 40 ثانية فقط.
_حُكم عليه بالإعدام بعد محكمة أجريت له ولرفاقه، وحينها اشتهر بجرأته وصلابته حينما قال حول دافعهم لتنفيذ عملية الاغتيال هذه: "إنّا عقدنا العزمَ على إعدام فرعون مصر". وتم تنفيذ الحكم في 15 نيسان / أبريل من العام 1982.
_ أشادت أغلب حركات المقاومة الوطنية والإسلامية يومها بهذه العملية، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية في إيران، التي أطلقت اسمه على شارع الوزراء في العاصمة طهران، وصمّم من صورته جدارية كبيرة لأحد الأبنية، كتب عليها الآية القرآنية "فقاتلوا أئمة الكفر" وكتب أيضاً قول للإمام الخميني (رض): "ندافع عن المظلوم ونحارب الظالم". كما أصدرت في العام 1982 طابعاً على شرفه، يظهره وهو يصرخ بتحد من وراء القضبان.
الكاتب: غرفة التحرير