مرة جديدة، وكعادتهم مسؤولو الكيان المؤقت في اختراع الأكاذيب والملفات التضليلية، يهدفون من خلالها التسويق لـ "مظلوميتهم" أمام المحافل الدولية، وليستجلبوا الدعم المادي من الدول الغربية، وليبرروا من خلالها سلفاً أي جرائم مستقبلية سيرتكبونها ضد المدنيين، خلال حروبهم ضد حركات المقاومة.
يزعم وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس منذ مدّة، أن كيانه يمتلك ملف يحتوي على صور وتقارير تبين أن الجمهورية الإسلامية في إيران، تبني مصانع أسلحة صاروخية وذخائر متطورة ودقيقة وطائرات مسيّرة، في كل من سوريا ولبنان واليمن، والتي يحملها معه إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك (وهذا ما يمكننا اعتباره تقليداً لرئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو).
وكان غانتس قد تكلم عن هذا الموضوع أيضاً، خلال محاضرة له أمام المؤتمر السنوي الذي نظمته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، والذي زعم فيه أيضاً، أن عام 2022 قد شهد ارتفاعاً كبيراً في النشاط الحربي الإيراني، الموجه ليس فقط ضد إسرائيل بل وضد دول المنطقة حتى أوروبا. محاولاً تبرير اعتداءات سلاح الجو الإسرائيلي، بأن تستهدف هذه المصانع في سوريا. لكن الكل يعلم، والصور الجوية المستقاة من مصادر مفتوحة المصدر تؤكد، بأن الاعتداءات الإسرائيلية تركز بشكل كبير على منظومات الدفاع الجوي السورية، وضرب البنية التحتية من مطارات مدنية، ومنع الدولة السورية من النهوض وتعزيز قدراتها على الردع.
والمرصد السوري يطبّل لغانتس
لكن اللافت للنظر من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالموضوع أيضاً، هو مزاعم ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن حرس الثورة الإسلامية هو من يشرف على عدد من مراكز تصنيع الأسلحة وتطويرها، في عدة مواقع مختلفة المناطق حيث ينتشر في سوريا، بتوقيت يتزامن مع الحملة الدعائية للكيان المؤقت ولوزيره غانتس. بحيث ادعى مديره رامي عبد الرحمن، أن ما لا يقل عن 8 مواقع تنتشر في سوريا لمراكز تصنيع الأسلحة من طائرات مسيرة وراجمات صواريخ وصواريخ محلية الصنع، تتوزع تحت إشراف خبراء وضباط تابعين للحرس الثوري الإسلامي، وأن هذه المراكز تنتشر في المناطق والمدن التالية: مدينة مصياف بريف حماة، اللواء 47 في مدينة حماة، منطقة الديماس في ريف دمشق، منطقة الكسوة بريف دمشق، منطقة ريف حلب الشرقي، مدينة دير الزور ومحيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وفي ريف حمص الجنوبي الغربي. وأضاف عبد الرحمن بأن مركز البحوث العلمية في مصياف الذي تعرض مؤخراً لقصف إسرائيلي، كان يتم فيه تصنيع صواريخ متوسطة المدى، تحت إشراف ضباط من حرس الثورة، زاعماً أن الضربات تسببت في تدمير عدد كبير من هذه الصواريخ، والتي قدّر عددها بحوالي 1000 صاروخ إضافة لعدة أبنية.
الكاتب: علي نور الدين