عرضت القناة العبرية الـ 12 مؤخراً، برنامج تحليلي عن دراسة أعدّها أحد المرشحين لرئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي والمقرب من "بنيامين نتنياهو" الجنرال"إيال زامير"، ونشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تحت عنوان: "مواجهة استراتيجية إيران الإقليمية، نهج طويل الأجل وشامل". زاعماً أنه يمكن للرد المنسق على ما وصفه بالعدوان الإيراني (والذي يقصد فيه محور المقاومة والقدس)، أن يحافظ على المصالح الأمريكية والغربية، ويعزز حلفاء أمريكا من العرب وإسرائيل، كما ولتعزيز الاستقرار الإقليمي.
ويدّعي زامير أن الجمهورية الإسلامية سعت على مدى عقود، إلى بسط نفوذها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وأن تهديدها أصبح أكثر خطورة، وسط تعزيزها لقدرات عسكرية تقليدية، وقربها من تحقيق الاختراق النووي. مضيفاً بأن حرس الثورة الإسلامية اعتمد على استراتيجية "العواصم الأربع" التوسعية لطهران، والتي ركزت على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. ففي العراق، ينشط من خلال عناصر قوات الحشد الشعبي التي تمولها الحكومة؛ وفي سوريا من خلال دولة الرئيس بشار الأسد، أما في لبنان فمن خلال حزب الله الذي اعتبره بأنه وكيل إيران "النموذجي"، وفي اليمن من خلال حركة أنصار الله، التي تسيطر على الأراضي، وتعارض وفق زعمه الحكومة المعترف بها دوليًا. وخلص "زامير" إلى أن الحرس الثوري الإسلامي استغل في كل هذه الأماكن، الحروب الأهلية والصراعات بين الدول، لكي ينشر نفوذه السياسي والاقتصادي والعسكري.
وتضمنت الدراسة 3 نقاط، يتحدث فيها "زامير" عن دور إيران التهديدي للكيان المؤقت:
_النقطة الأولى: نجاح حرس الثورة الإسلامية في بناء بنية تحتية عسكرية في عمق سوريا، ونشر صواريخ متطورة للغاية وطائرات مسيرة انتحارية تهدد أمن الكيان.
_النقطة الثانية: تصوره في كيفية التعامل بطريقة مناسبة مع القضية الإيرانية، بحيث أوصى بزيادة إلحاق الأضرار بالحرس، عن طريق التعاون مع التحالف الإقليمي الذي بصدد تشكيله والإعلان عنه رسمياً خلال الفترة القادمة، بمشاركة دول الخليج ومصر والأردن. مؤكداً على ضرورة الاستمرار بتوجيه الضربات الخفية لإيران، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمصانع العسكرية الإيرانية والأعمال العدائية الأخرى، خاصةً القضاء على كبار قادة الحرس وقادة المجموعات التي تدعمها إيران كحزب الله في لبنان وحماس بغزة، وحتى المجموعات الأخرى في اليمن والعراق. وهذا ما يؤكد أن أجهزة استخبارات الكيان، لا يقتصر نشاطها وعملياتها التجسسية وباحتمال كبير الإغتيالات، على ساحة دون سواها، بل ربما لديها شبكات وخلايا في جميع دول المحور، وأن الكيان سيستغل حتماً علاقات التطبيع مع بعض الدول العربية، لتنفيذ مآربه هناك، وهذا ما نستدل عليه مما ذكرناه في المقدمة.
_النقطة الثالثة: في تتعلق بما وصفه تهريب الأسلحة إلى سوريا وحزب الله، بحيث زعم أن المسار الجوي لذلك معطّل للغاية، مستدلاً على ذلك من خلال رؤية آثار الهجمات على مطار دمشق، والتي تُنسب إلى "إسرائيل". أما بالنسبة للمسار البحري فهو ما يزال برأيه نشطًا، زاعماً أن ناقلات النفط التي تحمل شحنات أسلحة، مستمرة في الوصول من إيران إلى سوريا، وفي هذا تهديد مبطن بتنفيذ عمليات ضد ناقلات النفط الإيرانية تحت هذه الذريعة، والتي قد لا تقتصر على إسرائيل فقط بل وربما يساعدها في ذلك العديد من الدول كأمريكا وبعض الدول العربية.
الكاتب: غرفة التحرير