يعتبر لبنان أولوية إستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية، لذلك تسعى دائماً أن يكون لديها نفوذ قوي ومؤثر يمكّنها من صنع القرارات داخل الكثير من القطاعات الحيوية، رسمية كانت أم مدنية، وتعتبر وسيلتها الأساسية هي البرامج التنموية والمساعدات المالية، وأخطرها المساعدات العسكرية.
أهم الصفات المهمة التي جعلت من لبنان أولوية أمريكية
_الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبنان، بحيث يعتبر بوابة العبور الى المنطقة العربية الآسيوية، ويقع بالقرب من سوريا البلد العربي الوحيد للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وبالقرب من فلسطين المحتلة إسرائيلياً بما تمثله من مركز إدارة النفوذ الإقليمي.
_ نظامه السياسي الطائفي الذي يشكل مصدراً مهماً لزعزعة الاستقرار الداخلي المتكرر، بما يضمن مصالح واشنطن.
_ وجود "الحزب" وما يشكله من عقبة، أمام المشاريع الأمريكية المختلفة والمستمرة منذ 1982. والذي يستند في قوته إلى حاضنة شعبية كبيرة، لذلك فإن استهداف هذه الحاضنة بأساليب الحرب الناعمة، قد يؤثر عليها ويجعلها تتراخى عن الاستمرار في دعمه.
أهم أهداف البرامج الأمريكية
_ الوصول إلى أكبر شريحة من اللبنانيين، للترويج لسياسة واشنطن الخارجية والتعريف بالثقافة ونمط العيش الأمريكي.
لأن لبنان يمتلك وسائل إعلام تقليدية متنوعة وقوية، بالإضافة للاستخدام الكبير لمنصات التواصل الاجتماعي، لذا تبذل واشنطن جهودًا مركزة، لإشراك هذه الوسائل الإعلامية، وتعزيز فهم أعمق لـسياستها وثقافتها وأعمالها. كما ستعمل على تسهيل السفر إليها، من أجل تشجيع السياحة والتجارة وتعزيز الثقافة والقيم الأمريكية.
_ دعم مجتمع مدني لبناني قوي، لأنه يعتبر من بين أكثر المنظمات حيوية في المنطقة، حيث يوجد عدد أكبر من منظمات المجتمع المدني (CSO) للفرد أكثر من أي بلد آخر في المنطقة. وذلك من خلال نشر الثقافة العلمانية، ودعم الجمعيات التي تروج لنمط الحياة الغربية، البعيد كلياً عن قيم مجتمعاتنا، مثل: تشجيع العلاقات خارج إطار الزواج، ودعم جمعيات المثلية الجنسية...
_ دعم القطاع التعليمي بشقيه العام والخاص، خصوصاً الجامعات ذات المنهج العلماني والثقافة الأمريكية. وأكثر هذه الجامعات تلقياً للدعم: الجامعة الأمريكية في بيروت، الجامعة اللبنانية الأمريكية، وجامعة هايكازيان.
_ إنشاء برامج شبابية استقطابية من خلال الجامعات وجمعيات المجتمع المدني، وتسعى من خلال تدريبهم، ودعمهم لتبوء مناصب رفيعة، لكي يكون سفراء غير رسميين لها، ويرعون مصالحها في المستقبل.
الدعم المالي بالأرقام
خلال استطلاع المواقع الإلكترونية، التابعة للإدارة الأمريكية، والتي تهتم بنشر المعلومات عن المساعدات المالية المقدمة للبرامج ذات الصلة بتحقيق الأهداف، تبين لنا حجمها الكبير، سنعرض أهم النتائج:
_ حصلت الجامعة اللبنانية الأمريكية، خلال الفترة الممتدة من العام 2005 حتى 2020 ما يفوق ال 85 مليون دولار.
_ حصلت الجامعة الأمريكية في بيروت، خلال الفترة الممتدة من العام 2005 حتى 2020 ما يفوق ال 59 مليون دولار.
_ حصلت جامعة هاغازيان، خلال الفترة الممتدة من العام 2012 حتى 2019 ما يفوق ال 4 مليون دولار.
_حصلت مؤسسة رينيه معوض، خلال الفترة الممتدة من العام 2012 حتى 2020 ما يفوق ال 22 مليون دولار.
_ حصلت منظمة mercy corps خلال الفترة الممتدة من العام 2012 حتى 2020 ما يفوق ال 3 مليون دولار.
أما وكالة USAID فيكشف موقعها الإلكتروني عن النتائج التالية:
_ منذ عام 2006، قدمت الوكالة أكثر من 1.3 مليار دولار من المساعدات.
_ في التعليم: قدمت منحًا دراسية جامعية كاملة لأكثر من 1300 طالب لبناني ولاجئ، كما تدعم 12 مؤسسة تعليم عالي لبنانية بالمساعدة الفنية، وتساعد 256 مدرسة رسمية بالتجهيز والبرامج التدريبية.
_ في التعاون مع المؤسسات الحكومية الخدماتية:
تتعاون الوكالة مع مؤسسات المياه الإقليمية الأربعة في لبنان ومصلحة نهر الليطاني، وقد أنفقت 180 مليون دولار على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.
_ تنفيذ برامج مع القطاع الخاص، مع التركيز على المناطق الريفية (الأمر الذي يثير عدة علامات استفهام عن أيعاد هذا التوجه). فمنذ عام 2014، تم تقديم أكثر من 113 مليون دولار، استفاد منها أكثر من 20000 مؤسسة (2660 شركة مملوكة للنساء).
_ نفذت مع جمعيات الـ NGO’s أكثر من 723 مشروعًا، ودعمت توظيف 310 أشخاص في قطاعات تشمل تكنولوجيا المعلومات والإعلام.
_ ضغطت من خلال المنظمات غير الحكومية النسائية، من أجل إقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي.
_ إجراء دورات مهارات لمنظمات المجتمع المدني لتحفيزهم على التغيير (وبذلك تؤسس لأرضية شعبية تنفذ الثورات الملونة لاحقاً).
_ إنشاء برنامج شبابي OTI من خلال الجمع بين شباب من خلفيات مختلفة، بهدف تقليل تعرضهم للتجنيد في أعمال العنف (أي المقاومة بكل انواعها).
_تقديم خدمات متنوعة للأحياء المضطربة والمدن الحدودية المتوترة، مما يقلل من احتمالية العنف المزعزع للاستقرار (أي المقاومة أيضاً).
_ هذا البرنامج نفذ في العديد من الدول أبرزها: سوريا وأوكرانيا.
الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)
هو مؤسسة أمريكية يقدم كل عام أكثر من 1600 منحة مالية، لدعم مشاريع المنظمات غير الحكومية في أكثر من 90 دولة.
ويعرض موقعها الالكتروني 13 جمعية أهلية، تلقت الدعم المالي خلال العام 2020:
المبلغ بالدولار الأمريكي |
الاسم |
$48,200 |
مرصد الجامعة الأمريكية في بيروت |
$38,000 |
الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية |
$40,000 |
جمعية March |
$80,000 |
شؤون جنوبية |
$35,000 |
المعهد اللبناني لدراسة السوق |
$100,000 |
مؤسسة سمير قصير |
$462,144 |
مركز المشاريع الدولية الخاصة CIPE |
$40,000 |
جمعية مهارات |
$35,000 |
لنعمل من أجل المفقودين |
$700,000 |
المعهد الجمهوري الدولي |
$30,000 |
جمعية نحن |
$750,000 |
المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية |
$30,000 |
جمعية نقطة فاصلة |
الكاتب: غرفة التحرير