ارتكب كيان الاحتلال في عدوانه خلال 5 و7 أب / أغسطس 2022 مجازراً بحق المدنيين والأطفال في قطاع غزّة، فقد استشهد 49 فلسطينيا بينهم 17 طفلا، وبينهم 5 ارتقوا خلال القصف على "مقبرة الفالوجة" شرق مدينة جباليا شمال القطاع. وللتغطية على جرائمه حاول الاحتلال تصدير دعاية في الإعلام وأمام الرأي العام تزعم أن الأطفال قضوا جراء سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس والتي "تطلق من بين الأحياء".
وشنّ الاحتلال بهذه الأكاذيب حملة ضد حركة الجهاد الإسلامي لتأليب حاضنتها الشعبية ودفعها نحو الضغط عليها وانهاء معركة "وحدة الساحات" لصالح الشروط الإسرائيلية.
الا أن تقريراً أعده ينيف كوفوفيتش في صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت عبر مصادر تابعة لجهاز الأمن الإسرائيلي عن تحقيقات أجراها جيش الاحتلال حول القصف على غزّة تبيّن أن الأطفال الخمسة قتلوا في هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي في اليوم الأخير للعدوان على غزة.
وأثبتت الصحيفة أنه "لم يكن هناك أي إطلاق لصواريخ من قبل حركة الجهاد من المكان، وأن سلاح الجو هو الذي هاجم هناك قرب مقبرة الفالوجة شرق جباليا". وبحسب التحقيق العسكري الإسرائيلي، فإنه "لم يتم في المكان تشخيص أي إطلاق صواريخ للجهاد في ذلك الوقت، وقد أظهرت بيانات سلاح الجو أنه هاجم المكان في تلك الساعة".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "الجيش اختار عدم التطرق إلى الهجوم بشكل علني، ولم ينشر توثيقا له، ومع ذلك، فإنه في محادثات مغلقة بمشاركة ضباط كبار في جهاز الأمن التي أجريت بعد الحادث، قيل إن التقدير هو أن الخمسة قتلوا بإطلاق صاروخ فاشل".
ولفتت الصحيفة، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يؤيد "إجراء تحقيق أساسي في التقارير عن المس بالمدنيين، ممن أصيبوا بهجمات إسرائيلية".
والأطفال الشهداء الخمسة الذين استشهدوا في تلك المجزرة الإسرائيلية هم: جميل إيهاب نجم (13 عاما)، وحامد حيدر نجم (16 عاما)، ومحمد صلاح نجم (16 عاما)، وجميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، ونظمي فايز أبو كرش (16 عاما). وتنظم عائلة "نجم" مظاهرة منددة بجريمة الاحتلال وتتوجه لرفع قضية ضده في المحاكم الدولية بشأن المجزرة. واعتبر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي أن "اعتراف الاحتلال بمجزرة جباليا يضع المؤسسات الدولية أمام اختبار حقيقي في ملاحقة جيش الاحتلال".
المصدر: هآرتس