نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته ومظلوميته ومقاومته، خرج الشعب اليمني يوم عاشوراء في مسيرة حاشدة، للتأكيد على هويته وبوصلته المتوجهة دائماً نحو القدس والأقصى. فالقضية هي نفسها منذ ما قبل 1400 عام، والخيارات المطروحة أمام الشعوب اليوم، هي نفسها، حسب ما أشار قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير، الذي لخّص فيه ملامح المسار الذي تواجهه المنطقة.
المواجهة هي الخيار
وشدد السيد الحوثي على ان "الخيارات التي يواجهنا بها أعداؤنا، هي نفسها. وأمام المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، والاستهداف الأمريكي والإسرائيلي لأمتنا، وهذا الاستهداف الذي يتحرك فيه مع أمريكا من يتحرك من المنافقين وغيرهم، في تحالفاتها الواسعة، التي تتحرك من خلالها لاستهداف الأمة، لا خيار إلَّا: إمَّا القبول بالذلة، والاستسلام، والطاعة لأمريكا، لسياساتها، لإملاءاتها، وهي تتدخل في كل شؤونها: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، أو أن تقف الأمة الموقف الصحيح في عدم الخنوع. الموقف الذي ينسجم مع انتمائها الإيماني، والأخلاقي، والديني، والإنساني، ويجسِّد المصلحة الحقيقية للأمة، لأن الخنوع... خسارة في كل شيء".
ويشير السيد في معرض عن حديثه عن التحديات التي تواجهها المنطقة، إلى ان العنوان الرئيسي الذي يركِّز عليه "الأعداء"، مع أنهم يستهدفون الأمة عسكرياً، كما يحصل عندنا في اليمن، ويحصل في فلسطين، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي العراق... لكن المساعي الرئيسية، هو ما يتحركون فيه تحت عنوان التطبيع، كتوجه رسمي لكثيرٍ من الأنظمة العربية". لافتاً إلى ان الشعوب هي في قلب المعادلة التي يتم السعي لاستهدافها، فهي تسعى إلى "لأن تحوِّله إلى توجهٍ عام يشمل الشعوب، ويؤثِّر على الشعوب، ولذلك هناك عمل على مستوى المناهج، على مستوى الإعلام والدعاية الإعلامية، على مستوى الخطاب الديني والتثقيف الديني، حتى في المساجد والمنابر... إلى غير ذلك، هناك توجه كبير لدى أعداء الأمة؛ لأنهم يريدون أن تقبل هذه الأمة بأن يكون الإسرائيلي هو من يقودها كوكيل لأمريكا، كوكيل لأمريكا.
وعن سلوك السعودية لمسار التطبيع، مقارنة بالاعتداءات المستمرة على الشعب اليمني يقول يشدد السيد الحوثي على ان "فتح الأجواء، بما في ذلك أجواء الحرمين، وأجواء مكة والمدينة أمام الصهاينة اليهود، في الوقت الذي تغلق فيه حتى أجواء اليمن على الشعب اليمني، هذه الحالة من الخطوات، والممارسات، والتوجهات، والسياسات، التي تبين الاصطفافات الواضحة في صف أعداء الأمة، والتحرك مع أعداء الأمة ضد الأمة نفسها، على مستوى كل المواقف، وعلى مستوى كل المجالات، هي تحتِّم علينا أن نقف الموقف الصحيح، وأن نحمل الوعي والبصيرة".
وحدة الفصائل الفلسطينية المقاومة واجب انساني
وبالنسبة للمشروع الإسرائيلي الذي يهدف ضرب وحدة الفصائل الفلسطينية، أكد السيد الحوثي على ان "الواجب الإيماني، والأخلاقي، والإنساني، والمصلحة الحقيقية للإخوة المجاهدين في فلسطين بكل فصائلهم، أن يحافظوا على وحدة موقفهم وتعاونهم في التصدي للعدوان الإسرائيلي في أي تصعيد، وألَّا يسمحوا لهذا التكتيك الإسرائيلي الخبيث بالنجاح؛ لأنه لا يمكن أن ينجح إلا إذا انصاعوا هم لهذا التكتيك، وتركوا كل فصيل يواجه على حده عند أي تصعيد، هذه قضية خطيرة جداً". مشيداً بـ "بسالة حركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس".
مشيراً إلى ان "الإخوة المجاهدين في فلسطين في مستوى إيمانهم، ووعيهم، واهتمامهم، وتجربتهم الطويلة، في مستوى الأمل الذي نؤمِّل فيه، ويؤمِّل كل أحرار الأمة فيه، أن يكون على درجة عالية من الوعي واليقظة والحذر والانتباه، وأن يكون في المستوى المطلوب من التعاون، من الأخذ بأسباب وعناصر القوة، وعوامل القوة، والتي في مقدمتها: التوحد، والتعاون، والتآخي، وتظافر الجهود، ثم مسؤولية الأمة من حولهم في أن تقف مساندةً لهم، داعمةً لهم بكل أشكال الدعم والتعاون".
الكاتب: غرفة التحرير