عند التاسعة من صباح الثاني من شهر آب / أغسطس من العام 2003، دوّى انفجار كبير على طريق "الكفاءات" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. ليتبيّن أنها عملية اغتيال القائد في حزب الله علي حسين صالح حين كان يستقلّ سيارته آتياً من "المريجة" عبر طريق الكفاءات ليدخل جادة الشهيد السيد هادي نصر الله. وقع الانفجار عبر عبوة زُرعت تحت مقعد السائق، وقدرت معلومات أمنية لبنانية رسمية زنة العبوة بـ 2.4 كيلو غرامات من المواد شديدة الانفجار، ورُجح أن تكون قد فجرت عن بُعد.
بعد مرور ساعات على عملية الاغتيال أكّدت المعلومات التي توفرت لدى قيادة حزب الله أن الكيان الإسرائيلي هو المسؤول عن التنفيذ ما اعتبره الحزب "عدواناً سافراً". وقال مسؤول ملف العلاقات الاعلامية في الحزب آنذاك الشيخ حسن عز الدين "أن مثل هذا العمل لن يمر دون عقاب، ويجب أن يكون هناك رد رادع يجعل العدو يحسب ألف حساب قبل القيام بمثل هذه الأعمال".
فمن هو الشهيد علي صالح الذي غامر الاحتلال باغتياله؟
من مواليد بلدة بريتال البقاعية عام 1961، تأثّر بأجواء انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبشخصية الامام الراحل روح الله الخميني مما شكّل بداية وعيه السياسي واندفاعته نحو الالتحاق بصفوف المقاومة الإسلامية التي نهضت خلاياها الأولى في العام 1982. وخضع الشهيد صالح لعدد من الدورات العسكرية والأمنية والثقافية عالية المستوى أهّلته لتسلّم مسؤوليات حسّاسة في المقاومة. كما شارك في عدة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال في لبنان.
الشخصية الأمنية التي تميّز بها الشهيد صالح لم تسمح سوى بمعرفة أنه "مجاهد" فيما غابت المعلومات عن طبيعة مهامه وعمله الذي أولاه كامل وقته، لكنّ انشغاله لم يمنعه من العمل في الميدان الاجتماعي اذ انه تطوع في لجنة إمداد الإمام الخميني ليكون في "خدمة المستضعفين".
بعد اغتيال الاحتلال القائد الشهيد علي ذيب "أبو حسن سلامة" في 17 تموز / يوليو عام 1999 أوكل الى الشهيد صالح مهمّة التنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومتابعة الدعم والاسناد، وحينها بدأت رحلة ملاحقته من الاحتلال.
وفي 7 حزيران / يوليو من عام 2006 ألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض على العميل محمود قاسم رافع الذي نفّذ عملية اغتيال الشهيد صالح، ليظهر التحقيق تورطه باغتيالات لاحقة طالت طالت القائد في حزب الله غالب عوالي عام 2004 والقياديان في حركة الجهاد الإسلامي محمود المجذوب وشقيقه نضال في صيدا بتاريخ 26 أيار / مايو 2006. بالإضافة الى اغتيالات سابقة استهدفت القائد "أبو حسن سلامة" ونجل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة جهاد أحمد جبريل عام 2002.
الكاتب: غرفة التحرير