ما زالت حادثة سقوط الصاروخ في منطقة قريبة من مفاعل ديمونا، تشغل أوساط إعلامية وعسكرية وسياسية في كيان الاحتلال، خصوصاً أن منطقة السقوط تعد الأكثر أماناً في الكيان، لوجود منظومات دفاع جوي متطورة تعمل بنظام حماية متكامل. فأصبح السؤال الرئيسي المتداول: لماذا فشلت هذه المنظومات في اعتراض الصاروخ؟ فسقوطه في منطقة تبعد حوالي 300 كيلومتر تقريباً عن دمشق، في منطقة قريبة من مفاعل ديمونا، الذي يتمتع بحماية عالية جداً ضد التهديدات الجوية المختلفة، يكشف عن فشل في كل المنظومة المتعددة الطبقات، كما يسمح للمستوطنين بالتشكيك في قدرات جيشهم، على حمايتهم مستقبلاً من أي هجوم صاروخي.
نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي
بعد إطلاق العراق لصواريخ سكود على مدينة تل أبيب عام 1991، قرر كيان الاحتلال بناء نظام دفاع جوي بعيد المدى يتصدى للصواريخ الباليستية، لكن مع تطور المقاومتين في لبنان وفلسطين، وتشكيلهما وحدات صاروخية، أثبتت نجاعتها في محطات عدة أبرزها عامي 1996 و2006 في لبنان، وفي الأعوام 2008 و2012 و2014 ولاحقاً في عمليات متفرقة في غزة، قرر إضافة منظومات دفاع متوسط وقريب، بحيث يقوم بتشغيل خمسة أنظمة أسلحة رئيسية متعددة الطبقات، ومقسم بطريقة تدعم بعضها البعض، كما تم تصميم نظام دفاع احتياطي في حال فشل النظام الأساسي باعتراض التهديدات.
_الطبقة الأولى بعيدة المدى أقصاه 2400 كم: صواريخ "سهم 3 – Arrow " التي تعترض صواريخ في الفضاء على بعد مئات الكيلومترات، أي الصواريخ العابرة للقارات، والتي تستطيع حمل رؤوس نووية أو كيميائية أو بيولوجية، مما يسمح عند فشل عملية الاعتراض الأولى، إطلاق دفعة صاروخية أخرى منها.
_ الطبقة الثانية أقصى المدى 1500 كم: إذا فشلت محاولات الطبقة الأولى الاعتراضية يتم إطلاق صاروخي "سهم 2 Arrow " على صاروخ تهديد.
_ الطبقة الثالثة متوسطة المدى أقصاه 300 كم: نظام "مقلاع داوود" مدعم ببطاريات باتريوت (PAC2 وPAC3) الأمريكية، يعترض الأهداف على ارتفاع 30 الى 50 كم.
_الطبقة الرابعة قصيرة المدى أقصاه 70 كم: القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ والطائرات الحربية والطائرات بدون طيار.
_الطبقة الخامسة أقصى مدى 7 كم: نظام مكمل للقبة الحديدية يسمى "شعاع حديدي" ويحمي من الشظايا.
أطلق نظام باتريوت، الموجود حول منطقة ديمونة والمسؤول عن الدفاع عنها، صاروخين اعتراضيين لكن كلاهما فشلا في تدمير الصاروخ.
لذلك فإن عدم تدخل "نظام مقلاع داوود" و"القبة الحديدية" من جهة، وفشل الباتريوت من جهة أخرى، يؤكد أن هذه الأنظمة ستعجز في أي حرب مقبلة، عن صد الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار التي يملكها محور المقاومة، المزودة بقدرات حرب الكترونية أيضاً، بما يمكنها من تحقيق أهدافها دون أن ترصدها الرادارات الإسرائيلية، فكيف الحال إذا تم الهجوم من 6 جهات مع غزارة بكمية الصواريخ والطائرات وأنواعها (الإمطار الصاروخي)؟
الكاتب: غرفة التحرير