أدّت الدبلوماسية الامريكية "إلينا رومانوفسكي" خلال الأسبوع الماضي، اليمين القانونية إيذانًا بتسلم منصبها، كسفيرة لبلادها في العراق خلفاً للسفير ماثيو تولر، وذلك بمراسم أدّتها أمام نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس" في واشنطن.
وقد صرحت رومانوفسكي خلال جلسات مناقشة تعيينها في المنصب الجديد، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بأن العراق يظل أولوية في السياسة الخارجية لبلادها، وبمثابة حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي. وادّعت بأنها بلادها تدعم عراقًا مستقرًا ومزدهرًا وديمقراطيًا يخدم جميع مواطنيه، مبينةً أن أولوياتها الرئيسية كسفيرة ستكون بما وصفته تعزيز الجماعات السياسية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، محذرةً من عودة مرتقبة لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي. ما يكشف لنا بأن واشنطن ستستمر في جهودها لشرذمة العراق والنفوذ فيه، عبر دعم جماعات تابعة لها وتعمل وفق أجندتها، كما يثير المخاوف من عودة عمليات داعش الإرهابية.
فما هي أبرز المعلومات حول "رومانوفسكي" ومحطات مسيرتها، التي دفعت بإدارة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" لاختيارها في هذا المنصب؟
_ من مواليد الـ 26 من أيلول / سبتمبر للعام 1955، لوالد مهاجر إلى الولايات المتحدة من بولندا، أمّا والدتها فهي من كندا.
_ حصلت على درجة البكالوريوس ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة شيكاغو. كما التحقت أيضاً بجامعة تل أبيب في إسرائيل. وتتقن اللغة الفرنسية بالإضافة الى اللغة الإنكليزية، ودرست اللغات العربية والعبرية.
_ بينما كانت طالبة في جامعة شيكاغو، أجرت مقابلة في الحرم الجامعي مع وكالة المخابرات المركزية CIA، وبدأت من ذلك الوقت مسارها المهني في الحكومة الأمريكية.
_ أمضت 4 عقود في أدوار ما يسمى بالخدمة العامة في بلادها، كان جزء الكبير منها يتركز على منطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا. حيث عملت في وكالة السي آي إيه كمحللة استخباراتية لمنطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا لمدة عشر سنوات. ثم تولت بعدها منصب مدير مكتب المنطقة والمدير القطري للكيان المؤقت. وبعدها عيّنت في منصب المدير المؤسس لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني، وكذلك نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا.
_ في العام 2003 انضمت إلى وزارة الخارجية، بهدف تأسيس مكتب مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، وعملت كمدير أول له. كما شغلت منصبي نائب مساعد وزير في مكتب التعليم والشؤون الثقافية، ونائب مساعد الأمين في مكتب شؤون الشرق الأدنى.
_من العام 2011 إلى العام 2015، عملت في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كنائب مساعد لمدير مكتب الشرق الأوسط. وفي آذار/ مارس 2015، أصبحت منسقة المساعدة الأمريكية لأوروبا وأوراسيا في مكتب الشؤون الأوروبية والأوراسية التابع لوزارة الخارجية، وأشرفت على جميع مساعدات بلادها لثلاثين دولة في أوروبا وأوراسيا، بما في ذلك آسيا الوسطى.
_ وفي العام 2017، تولت منصب نائب المنسق الرئيسي لما يسمى بمكافحة الإرهاب.
_ وفي الـ 25 تموز / يوليو 2019، رشحها الرئيس السابق دونالد ترامب للعمل كسفيرة في الكويت. وقدمت أوراق اعتمادها إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان في مدينة الكويت في الـ 11 شباط / فبراير 2020.
_ وفي الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2021، رشحها الرئيس "جوزيف بايدن" لتكون سفيرة فوق العادة لبلادها في العراق. ووافق عليها مجلس الشيوخ في الـ 24 من آذار / مارس 2022.
_ تبدو خلفيتها المهنية الاستخباراتية والعسكرية واضحة، من خلال عملها في السي آي أيه والبنتاغون، بالإضافة الى محيطها ذو الأجواء العسكرية من خلال عمل والدها وزوجها وابنها الأصغر في الجيش الأميركي، ما يثير الشكوك حول طبيعة مهامها في العراق.
_ منذ ترشيحها لإدارة السفارة في الكويت، كانت قد كشفت عن أولوياتها تجاه إيران، خلال رسالتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. زاعمةً أنها ستعمل بحزم وبشكل جدي ضد ما وصفته بالتغلغل والنفوذ الإيراني في المنطقة، مدّعيةً بأن طهران تزعزع أمن المنطقة، عبر تقديم الدعم لحركة أنصار الله في اليمن والرئيس بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان. لذلك سيكون من أهم أهدافها أيضاً، إثارة الفتن والقلاقل والشرخ، ما بين شعبي وحكومتي البلدين.
الكاتب: غرفة التحرير