في كتابه "ما بعد الشيوخ... الانهيار القادم لممالك الخليج" يقول كريستوفر دافيدسون، ان خلدون المبارك هو "رئيس الوزراء الحقيقي لأبو ظبي". في حين وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنّه "واجهة أبو ظبي إلى العالم، ولديه تفويض كامل من ولي العهد ويمكنه التدخل كلما دعت الحاجة".
بالنسبة لمحمد بن زايد، الذي تولى رئاسة الامارات مؤخراً بعد وفاة أخيه خليفة، ونظراً لكونه تحكم بإدارة البلاد الفعلية من خلف الكواليس طيلة السنوات الماضية، فإن حاجته لمستشار يصلح لـ "كل شيء" كان ضرورياً، وكان اختيار المبارك الذي يعمل في شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" حينها، لتبدأ بذلك مرحلة أخرى من "الإدارة السوداء" لمختلف الشركات الاستثمارية في الامارات والعالم، وخاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا، بمباركة مباشرة من بن زايد الذي منحه التفويض وقدم له الغطاء السياسي والدعم القَبلي وحماه من أيدي "الشركاء في الإرث" والمتواجدين في البلاط نفسه.
عام 2021، سُرّبت مجموعة من الوثائق تعود إلى قاعدة بيانات تابعة لوزارة العدل الأمريكية عن الفاعلين في اللوبي الإماراتي في واشنطن، "وكان من أبرز الشخصيات التي أشرفت على الحملة الإعلامية ضد قطر -عقب الحصار الخليجي لها- هو ريتشارد مينتز، الأمريكي الجنسية الذي تنوعت حياته المهنية بين الإعلام والبيت الأبيض وشركات الضغط السياسي، حتى وصل أخيراً ليكون واحدًا من أهم مؤسسي اللوبي الإماراتي في واشنطن، حيث تشير الوثائق إلى ان مينتز، رعى عقداً مدته حوالي الـ 6 سنوات، مع كويلر للاستشارات – Quiller Consultants وهي شركة بريطانية -بعض العاملين فيها مقربون من رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون- بـ 93 ألف دولار شهرياً، مقابل استهدافها قطر وجماعة الإخوان المسلمين، وتنفيذ حملات علاقات عامة لصالح أبو ظبي، مع التركيز على ان يكونوا الصحفيين هم من الأكثر تأثيراً في تغطياتهم الصحفية"، بحسب موقع ميدل إيست آي. غير ان اللافت في هذا الأمر، ان ريتشارد مينتز، هو مستشار لخلدون المبارك، الرجل الذي من المتوقع ان يتواجد اسمه في كل الصفقات المشبوهة التي "تمجد" محمد بن زايد، وترعى مصالحه.
ينتمي خلدون المبارك لعائلة بارزة مقربة من دوائر الحكم في أبوظبي، خاصة بعد اغتيال والده خليفة بن أحمد المبارك في فرنسا، والذي كان يشغل منصب سفير الإمارات السابق لدى عدد من الدول منها سوريا، وكان خلدون يبلغ من العمر 6 سنوات، حيث تبنّته العائلة الحاكمة وتولت تعليمه. فيما كان جده الأكبر، عبد العزيز حمد المبارك، كان مستشاراً لزايد بن خليفة آل نهيان.
ويشغل المبارك اليوم مجموعة من المناصب:
-رئاسة هيئة حكومية تعنى بتقديم الاستشارات المتعلقة بالسياسات الاستراتيجية لرئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي، لمحمد بن زايد.
-الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الاستثمار
-رئيس نادي مانشستر سيتي ومجموعة سيتي فوتبول غروب
-رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في أبو ظبي
-رئيس مؤسسة الامارات للطاقة النووية
-عضو مجلس أمناء جامعة نيويورك
وغيرها من المهام الأخرى، المتعلقة بإدارة المؤسسات التجارية والشركات الاستثمارية في عدد من الدول، والذي يتولى بشكل مباشر الإشراف على نظامها المالي، حتى بات يسمى بـ "مفتاح خزائن بن زايد".
موقع "ساراواك ريبورت" الماليزي، اعتبر انه "عندما يتولى محمد بن زايد منصب حاكم أبو ظبي ورئيس الإمارات، فسيسيطر على كل ثروة الشيخ خليفة بدلاً من توزيعها على أبنائه وعائلته"، وقد تكون هذه مهمة خلدون المبارك في الأيام القليلة القادمة.
الكاتب: مريم السبلاني