استعادت عكار وجهها الحقيقي، فـ 15142 صوتاً تفضيلياً للمرشح عن المقعد السني محمد يحيى في لائحة "عكار أولاً" حسموا خيار مقاومة أهلها، الذين تُركوا لمصيرهم من الحرمان ومن الافتقار الى المشاريع التنموية والاقتصادية التي تنهض بالمنطقة -الغنية بمواردها وطاقاتها- وتعود إليهم بالظروف المعيشية والاجتماعية الأفضل من الوضع الراهن.
400$ مقابل الصوت: القوات لم تكسب المعركة!
في الاستحقاق النيابي في 15 أيار، كانت الشمال الثانية (عكار) دائرة المفاجآت، حيث خرجت فيها كلّ لوائح المنظمات غير الحكومية من المنافسة بعد عدم تأمينها للحاصل الأول الذي وصل الى حوالي 21232، كما خرجت أيضاً اللائحة المدعومة من القوات اللبنانية ("عكار") رغم الدعم الأمريكي والخليجي المالي الكبير للقوات، حيث قالت مصادر عكارية لموقع "الخنادق" أن الصوت في عكار كان يقايض بحوالي الـ 400$!" كذلك لم تنجح مساعي السفيرة الامريكية دوروثي شيا التي أرادت أن تندرج الشخصيات السنية المقرّبة من تيار المستقبل ضمن لوائح القوات لتجيير أصوات الشارع السني، حيث تشكّلت "لائحة الاعتدال الوطني" بمباركة من الحريري، وحصلت على 4 مقاعد توزعت بين وليد البعريني (المرشح عن المقعد السني)، أحمد رستم (المرشح عن المقعد العلوي)، ومحمد سليمان (مرشح عن المقعد السني)، وسجيع عطية (المرشح عن مقعد الروم أرثوذكس).
عكار بقيت وفية لخيار حلفاء المقاومة
فيما حازت لائحة "عكار أولاً" المدعومة من التيار الوطني الحر ومن القوى السياسية الحليفة للمقاومة في المنطقة بـ 3 مقاعد (محمد يحيى / المقعد السني، اسعد درغام / المقعد الروم رثوذكس، جيمي جبور / المقعد الماروني). وهذه شرعية حصلت عليها من الأصوات العكارية التي لم تكن بفعل غياب تيار المستقبل عن المعركة الانتخابية، بل إن حضور هذه الأصوات كان منذ الانتخابات الماضية عام 2018، لكنّ بعض الخلافات على الأسماء واللوائح حالت دون توحّد التيار الوطني الحر وحلفاء المقاومة، حيث انقسمت لوائح 8 آذار بين لائحتي "القرار لعكار" التي حصلت وقتها على 14000 صوت، ولائحة "عكار القوية" التي حصلت على 33000 صوت. هذا الانقسام حال دون الفوز. أمّا في الانتخابات الحالية 2022، مع تقديم لائحة واحدة موحّدة بقيت هذه الأصوات وفية لخيارها (خيار 8 آذار والمقاومة)، كما تصف مصادر عكارية لموقع "الخنادق"، حيث حصلت لائحة "عكار أولاً" على 41761 (وهو تقريباً مجموع أصوات اللائحتين عام 2018).
وقد يذهب البعض الآخر في لبنان، وخاصة أولئك الذين لا حديث لهم سوى عن مزاعم نفوذ حزب الله في البلد، الى التكهّن بتحركات للحزب في الشمال، فيما تؤكد المصادر العكارية أن حضور حزب الله في عكار ليس لأهداف سياسية ولا لفترة انتخابية عابرة حيث يختفي عن الشارع العكاري وهمومه مع نهاية الاستحقاق، حيث أن حزب الله يتابع منذ العام 2006 مشاكل المنطقة على الرغم من عدم وجود أي مقعد شيعي أو مرشح حزبي له. وأضافت المصادر أن "دار الفتوى تخلّى عن حوالي 25 عالم دين بسبب مواقفهم المؤيدة للمقاومة وحرمهم العديد من حقوقهم، فيما احتضنهم تجمّع العلماء المسلمين – برعاية من حزب الله - وأمّن لهم كل حاجاتهم لا سيما العلمية منها". وقد سعى الحزب لتقديم أنواع الخدمات التربوية والاجتماعية والغذائية والاستشفائية وقدّم مادة المازوت...وغيرها في المنطقة خاصة خلال تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية وانعكاسها معيشياً.
الكاتب: مروة ناصر