في إطار البروباغندا والحرب النفسية، التي يشنها المعسكر الغربي ضد روسيا، منذ بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا. يركّز إعلاميوه على إعداد تقارير ومقالات، تتكهن فيمن سيكون الخليفة المحتمل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يأتي اسم "نيكولاي باتروشيف" في مقدمة الأسماء المحتملة، والذين هم في أغلبهم من الدائرة المحيطة والضيقة بالرئيس "بوتين". حتى أن هناك الكثير من الشائعات التي انتشرت حول هذا الموضوع، قبل الـ 9 من أيار / مايو الجاري (موعد عيد النصر في روسيا)، والتي زعمت إحداها أن الرئيس "بوتين" يعاني من مرض خطير، ما دفعه الى تسليم "باتروشيف" دفة قيادة البلاد كخليفة له. لكنّ مشاركة الرئيس بوتين في العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة، وما أظهره من صحة ونشاط، قتلت هذه الشائعة في مهدها.
فما هي أبرز وأهم المعلومات حول صفات ومؤهلات "باتروشيف"، التي جعلته من أبرز الأسماء المحتمل توليّها لهذه المسؤولية، وما هي أبرز محطات حياته؟
_ هو من مواليد مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا)، في الـ 11 من تموز / يوليو للعام 1951، لوالد كان ضابطاً في البحرية السوفيتية، كما كان أيضًا عضوًا في الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي. وهو أكبر من الرئيس بوتين بحوالي سنة وأربعة أشهر.
_تخرج "باتروشيف" من معهد لينينغراد لبناء السفن في العام 1974، وعمل في البداية كمهندس في مكتب تصميم بناء السفن التابع للمعهد، ولكن بعد ذلك بوقت قصير جدًا، في العام 1975، تم تجنيده من قبل مخابرات بلاده "الكي جي بي – KGB".
_حضر دورات استخباراتية وأمنية في مدرسة KGB في مينسك في بيلاروسيا، وبعد ذلك في المدرسة العليا للـ KGB في موسكو (أكاديمية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB -المخابرات الحالية).
_ عمل بعد ذلك كضابط أمن في الـ KGB لمدينة لينينغراد، وترقى حتى أصبح رئيسًا لوحدة مكافحة التهريب والفساد فيها. ووصفه أحد معاصريه هناك، بأنه لم يتبع أوامر رؤسائه أبدًا بشكل أعمى، بل كان يؤدي مهامه بشكل إنساني، ولم يكن يسعى إلى تطبيق المبادئ الشيوعية بشكل صارم، ومن المحتمل أن ذلك يعود لمعتقداته الدينية القوية.
_ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واصل باتروشيف عمله في الأجهزة الأمنية للاتحاد الروسي، وكان له دور فعال في جلب زملائه السابقين في جهاز الاستخبارات السوفيتي من مدينة سانت بطرسبرغ إلى موسكو مثل بوتين. لذلك يعتبره البعض بأنه هو من اكتشف بوتين.
حتى تم تعيينه في 9 آب / أغسطس من العام 1999، مديراً لجهاز الـFSB، ليحل في منصب صديقه المقرب بوتين وبتوصية من الأخير، بعد أن عيًنه رئيس الإتحاد بوريس يلتسين رئيساً للحكومة، قبل أن يسلّمه مهام رئاسة الإتحاد.
_ وفي العام 2008، شغل منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي، الذي هو عبارة عن هيئة استشارية للرئيس، التي تساعده في اتخاذ القرارات بشأن شؤون الأمن القومي.
ومنذ ذلك الوقت، ساهم في اتخاذ العديد من قرارات بلاده الاستراتيجية، ويوصف بأنه هو الشخصية البارزة التي كانت وراء تحديث استراتيجية بلاده للأمن القومي، التي تنص على أنها قد تستخدم أساليب قوية، لإحباط أو تجنب الأعمال العدائية، التي تهدّد سيادة الاتحاد الروسي وسلامته الإقليمية.
_ ينتمي إلى أقرب دائرة داخلية للرئيس بوتين، والتي يتداول فيها تحت مصطلح "سيلوفيكي"، ويقال بأنه من أبرز الشخصيات التي تساعد بوتين في صياغة القرارات العليا للبلاد، منذ أن كان مديراً لجهاز الامن الفيدرالي.
_ يؤمن باتروشيف أن تشكيل عالم متعدد الأقطاب، هو الطريقة الوحيدة لكبح جماح الهيمنة الليبرالية للغرب (خاصة أمريكا). ويفتخر بأن بلاده تشكل الخصم الرئيسي للرأسمالية.
الكاتب: غرفة التحرير