خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها الفصائل الفلسطينية في أيار / مايو الماضي، نعت كتائب القسّام القادة الذين "ارتقوا أثناء عدوان الاحتلال على مواقع ومقدرات وكمائن المقاومة" ومن بينهم القائد جمعة عبد الله الطحلة الذي ترك مسيرة جهادية تنقل خلالها بين البلدان والمسؤوليات من أجل المقاومة وتطوير قدراتها.
مسيرته الجهادية
في بداية حياته، هاجر القائد الى الأردن بعد الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948 ودرس الهندسة في الجامعة الأردنية. كانت أول تجربة قتالية له خلال المشاركة في العمل الجهادي في بيروت إثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. وهناك اكتسب مهارات قتال الاحتلال والمواجهة، واحترف حمل السلاح. ثمّ امتلك الطحلة مهارة تصنيع الأسلحة الخفيفة
عاد القائد الطحلة إلى الأردن ثم سافر للعمل في ابو ظبي في الامارات، وقام بانشاء شركة مقاولات ينتقل من ورشة إلى أخرى.
مع بداية العام 2000 أسست كتائب القسام قسماً للتصنيع العسكري في سوريا (دائرة العمل العسكري لحركة حماس في الخارج)، وبدأت أعمال البحث والتطوير العلمي لتحسين قدرات "القسام" الاسناد اللازم لتطوير مقاومة الضفة وغزة. في عام 2006 برزت هناك حاجة لدى لشخص قيادي، يتمتع بالصفات والمهارات اللازمة، لتولي مسؤوليه هذا القسم. فأشارت قيادة حركة حماس الى اسم القائد جمعة الطحلة فحضر من الامارات ملبياً واجبه.
تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة
شكّل تواجد الطحلة في هذه المهمة، نقلت في التصنيع حيث نقله من نظرية التجربة والخطأ إلى نظرية البحث والتطوير العلمي، مختصراً على الحركة الجهود والاموال والوقت. وكان له دوراَ أساسياً في تطوير وتصميم الصواريخ وتصنيع الطائرات بدون طيار، في تجهيز قوالب العمل والتصنيع. وعمل على نقل ما كان يتوصل اليه من نتائج أبحاث ال المجاهدين في غزّة الذين استفادوا منها في عملهم بالميدان، خاصة في ظل الحصار وقلة الدعم.
في عام 2009 طلبت منه قيادة الحركة العودة إلى قطاع غزة، وفي طريقه اعتقله الأمن المصري في سجن "أبو زعبل" ليخرج منه بعد سقوط نظام مبارك عام 2011 ويصل الى غزّة.
العمل في الأمن السيبراني والحرب الالكترونية
في غزّة اتخذ العمل العسكري للشهيد الطحلة بُعداّ جديداً ومهماً في تطوير إمكانات الكتائب حيث عمل في الأمن السيبراني، والبرامج المتعلقة بالحرب الإلكترونية، وساهم في إنشاء البرمجيات الكمبيوترية والتعديل عليها، الى جانب تطوير الصواريخ وقوتها التدميرية. الا ان ارتباطه الاداري مع حماس في الخارج ظل مستمراً.
وقد تعرض القائد الطحلة لمحاولة اغتيال خلال عدوان الاحتلال على غزّة عام 2014 حيث قتم قصف منزله.
الكاتب: غرفة التحرير