كشف الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" يوم الجمعة الماضي لمناسبة يوم القدس العالمي عن الطائرة المسيرة "جنين" التي دخلت منذ ثلاث سنوات الى الخدمة الميدانية، وأثبتت جدارتها العسكرية بالتجربة الحيّة بعد أن استخدمتها السرايا في قصف "جيب" للاحتلال عام 2019 و حذّر "أبو حمزة" الاحتلال مما وصل اليه تطوّر قدرات السرايا اليوم.
وتعود النواة الأولى في تصنيع الطائرات المسيرة الى الشهيد عوض القيق. فما كان دوره؟ وما هي مسيرته الجهادية؟
انضم الشهيد عوض الى صفوف حركة الجهاد الإسلامي حيث شارك في أنشطها الفكرية والدينية وهو في المرحلة الثانوية من دراسته، أي في بداية عمر الشباب. وفي جامعته (جامعة الأزهر في قطاع غزّة) التي درس فيها اختصاص الكيمياء والفيزياء، كان الشهيد أحد المسؤولين في الهيئة الطلابية.
قائد في وحدة الهندسة والتصنيع: نموذج الطائرات المسيرة
على الصعيد العسكري، تميّز الشهيد عوض بالعبقرية والذهنية الهندسية، واستفاد من تخصّصه العلمي ليكون من أبرز قادة وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس، وعمل في:
_ هندسة الصواريخ وتطوير المنظومة الصاروخية للسرايا.
_ هندسة العبوات الناسفة.
_ تدريب العشرات من مجاهدي السرايا في الدورات المتخصصة بصناعة الصواريخ.
_ وفي العام 2007، أدخلت الذهنية الهندسية للشهيد عوض نوعاً جديداً من السلاح الى سرايا القدس أثقل قدراتها العسكرية وترك بصمة نوعية في حروبها مع كيان الاحتلال، فقد بادر الشهيد الى تصميم نموذج لطائرة شراعية في إطار محاكاة تجربة تصنيع الطائرات المسيرة، وأعدّ العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه الصناعة المتخصصة.
احتفظت سرايا القدس بالكثير من إنجازات الشهيد عوض في التقنيات والوسائل القتالية ضمن أسرارها الأمنية، كما أن الشهيد أحاط عمله العسكري بالسرية التامة الى أن تفاجأ الكثير عند شهادته بانتمائه الى الحركة وجناحها العسكري.
ومن ناحية ثانية، عمل الشهيد في التعليم فكان مدرساً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزّة، وتميّز بالعديد من المبادرات ويُعدّ من أوائل المؤسسين لـ "منتدى المعلم الفلسطيني" في منطقة رفح الذي لا يزال له الدور في تحصيل حقوق المعلمين وتحقيق الإنجازات التربوية. وكان أول من أسس مختبر للحاسوب في مدرسة "رفح" للاجئين، كما كان عضواً فاعلاً في مؤسسة "منتدى العلماء الصغار" بمنطقة خانيونس، وعمل على مشاريع "الارتقاء بالطالب".
الشهادة
تعرّض الشهيد القيق للعديد من محاولات الاغتيال على أيدي قوات الاحتلال، الى تاريخ 30 نيسان / أبريل عام 2008 حيث استهدفته طائرات الأباتشي بصاروخين في غزّة واستشهد في رفح جنوب القطاع.
الكاتب: غرفة التحرير