بين لبنان وفلسطين، وحدة وتكامل ساحات المقاومة بهدف التصدي للكيان المؤقت ومشروعه الذي لم يقتصر على احتلال أرض فلسطين وتهجير أهلها بل تمدّد الى احتلال جنوب لبنان في العام 1982 قبل التحرير عام 2000. فكان دمّ شهداء حركة الجهاد الإسلامي في لبنان تأكيداً على الترابط بين الساحتين ووحدة المصير. ومن بين شهداء الحركة القائد محمود المجذوب وشقيقه نضال.
ولد القائد المجذوب (أبــو حمــزة) بتاريــخ 8 كانــون أول / ديســمبر 1965 في مدينة صيدا جنوب لبنــان، مــن عائلة لبنانية. وبعمر الـ 17 عاماً، اعتقلت قوات الاحتلال بعد اجتياحها للبنان عام 1982، الشهيد المجذوب في معتقل الخيام على خلفية اقتنائه للسلاح في منزله، وقد وضعته في زنزانة منفرة لأنها اعتبرته "خطراً" حيث كان دائمًا يحرّض المعتقلين ضد إدارة المعتقل والاحتلال. كذلك عمل الاحتلال على نقله الى سجن "عتليت" بالقرب من مدينة حيفا في فلسطين المحتلة ليخرج فيما بعد بصفقة تبادل أسرى.
المسؤول العسكري للجهاد الإسلامي في لبنان
انخرط القائد المجذوب في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ بداية انطلاقة عملها في لبنان، وتدرّج في مسؤوليات عديدة الى أن أصبح المسؤول العسكري للحركة في لبنان مما يعني أن له دور في تدريب وإعداد وتجهيز مجاهدي السرايا في لبنان وتطوير عملهم، كما قد يكون مساهماً في التنسيق بين الساحتين الفلسطينية واللبنانية والعمل علة نقل المعدات العسكرية والسلاح والتمويل.
كان للشهيد، الى جانب مجاهدين آخرين، في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال في صيدا، ومن أبرز العمليات التي أشرف عليها عملية مستوطنة "شلومي" بتاريخ 12/3/2002 والتي قتل فيها ستة جنود إسرائيليين وأصيب سبعة آخرين، وقد نفذها الاستشهاديان غسان الجدع ومحمد عبد الوهاب من سرايا القدس في لبنان.
الاستشهاد
تعرّض القائد المجذوب الى 4 محاولات اغتيال، نجا من واحدة منها بعد أن تمكّن من القفز من سيارته التي استهدفها الاحتلال. وبتاريخ 26 أيار / مايو من العام 2006، اغتال الاحتلال القائد المجذوب وشقيقه نضال الذي رافقه في مسيرته الجهادية، عبر عبوة زُرعت في سيارتهم في محلّة البستان الكبير في صيدا. ولم يكن الاحتلال ليتمكّن من التوصّل الى القائد المجذوب لولا الأيادي العملية حيث تورّط محمود الرافع بالعملية وقد صدر بحقه حكم بالإعدام.
سلسة عمليات للرد
نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيدين معتبرةً أن التصعيد الجديد من قبل العدو الصهيوني باستهداف قادة وكوادر الحركة وتوسيع دائرة الاستهداف ونقل المعركة الى الساحات الجديدة أنما هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء وهروب للعدو الصهيوني من مأزقه داخل فلسطين". وردت سرايا القدس بشكل أولي على جريمة اغتيال أبو حمزة وشقيقه نضال بسلسلة عمليات:
_ قصف مستوطنة "مفتاحيم" في خانيونس بصاروخين من نوع "قدس 2" بتاريخ 26/5/2006
_ قصف منطقة النقب المحتلة بصاروخ من طراز "قدس3" في 28/5/2006
_ قصفت الوحدة الصاروخية التابعة للسرايا مستوطنة "سديروت" بصاروخين من طراز "قدس 3" واستهدفت دورية للاحتلال بالقرب من معبر "ناحل عوز" شرق حدود غزّة بعبوة ناسفة تزن 60 كيلوغرام، بعدها اشتباك مجاهدو السرايا مع جنود الاحتلال وأوقعوا الإصابات في صفوفهم بتاريخ 3/6/2006.
وقد تبنّت سرايا القدس في بيانات رسمية هذه العمليات مهددةً الاحتلال أن "لقصف بالقصف والقتل بالقتل والحرب سجال".
نطراً لرمزية القائد المجذوب واجتماع فصائل المقاومة على هدف مواجهة كيان الاحتلال، اشبكت ألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) مع قوات الاحتلال في بلدة قباطية في جنين في الضفة الغربية المحتلّة، وقد أعلنت في بيانها أن العملية جاءت "رداً على المجازر التي ترتكب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد في غزة والضفة الفلسطينية المحتلة ورداً على اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بلبنان محمود المجذوب - أبو حمزة وشقيقه نضال".
الكاتب: غرفة التحرير