لا يوفر الرئيس الأميركي جو بايدن فرصة إلا ويستغلها لإرسال الرسائل إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رداً على تمرد الأخير وامتناعه عن زيادة انتاج النفط وميله إلى الجمهوريين المنافسين لبايدن عشية انتخابات الكونغرس النصفية. حيث يرى مراقبون ان اختيار بايدن لشخص مايكل راتني لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى السعودية هو تصعيد وإصرار على التخفيض من مستوى التمثيل الأميركي في المملكة.
موقع "بزنس إنسايدر" أشار في مقال له إلى ان إدارة بايدن اختارت يوم الجمعة مايكل راتني، الدبلوماسي المخضرم ليكون سفيراً في السعودية، وذلك بعد رحيل جون أبي زيد، قائد القيادة المركزية السابق العام الماضي. وقد قال مسؤول أمريكي سابق إن اختيار الرئيس جوي بايدن للسفير في الرياض سيكون مخيباً لآمال السعوديين إن لم يكن إهانة لولي العهد السعودي، ووسط تدهور في العلاقات الأمريكية ـ السعودية.
وأشار الموقع إلى أن الترشيح يأتي في مرحلة متدنية من العلاقات الأمريكية ـ السعودية، وأبعد فيها الرئيس بايدن نفسه عن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يحاول الرد على الرئيس ومعاقبته كما تشير تقارير. وأخبر ديفيد شينكر، الذي عمل مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى عام 2019 عن راتني "هو دبلوماسي لديه الكفاءة وخدم في مواقع مهمة كوفئ عليها جيداً ويحظى باحترام عالٍ لكننا شاهدنا الكثير من الضغوط في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ولن يساعد هذا". ويعلق الموقع أن السفراء الأمريكيين للسعودية، كانوا من الناحية التاريخية من المعينين سياسياً بعلاقات قوية مع الجيش مثل أبي زيد. ومن بين السفراء السابقين جوزيف ويستفال، مساعد وزير الحرب سابقا وجيمس سميث، المدير التنفيذي السابق لشركة تصنيع الأسلحة ريثيون.
وبحسب الموقع فإن راتني يحظى باحترام واسع ويتحدث اللغة العربية وأول دبلوماسي من الخدمات الخارجية يعين في المنصب منذ تشارلس فريمان عام 1989. وقال شينكر إن السعودية لن تكون راضية على تعيين راتني، ذلك أن جوهر العلاقة بين البلدين يقوم على ضمان أمن المملكة. وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية كبيرة في الرياض وتبيع كل عام أسلحة بملايين الدولارات للسعودية. ومن هنا فاختيار بايدن لراتني قد يؤشر للسعوديين أنه ليس مهمتاً بأمن المملكة كالرئيس السابق. وأضاف أن منصب السفير السعودي في واشنطن يتم ترشيح له شخصيات مهمة مثل الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد والأميرة ريما بنت بندر قريبة ولي العهد والسفيرة الحالية، وتتوقع الرياض تعيين مسؤول على مستوى عال في سفارة أمريكا. وقال شينكر "كل سفراء السعودية في واشنطن من الأمراء وسينظرون إلى هذا بأنه تخفيض للعلاقات وسيتعاملون معه من خلال هذا السياق".
ويأتي ترشيح راتني في لحظة متوترة في العلاقات. فقد انتقدت إدارة بايدن ولي العهد بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وخففت من دعمها للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. وذكرت تقارير أن ولي العهد رفض تلقي مكالمة من بايدن للحديث معه بشأن رفع مستويات انتاج النفط، وقال إنه لا يهتم بنظرة بايدن له. وغضبت السعودية من الرد الأمريكي الضعيف على الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثيين التي تدعمها إيران. وتريد السعودية ضمانات أمنية من الولايات المتحدة. ومع ذاك أثنى خبراء السياسة على تعيين راتني ومدحوا قدراته. وقال آرون ديفيد ميلر، الزميل البارز في وقفية كارنيغي “لو كان هناك شخص يستطيع العبور وسط فوضى العلاقات الأمريكية- السعودية فسيكون راتني، فسيقوم على الأقل بتقديم تقييم نزيه عن كيفية تلاقي المصالح الأمريكية- السعودية. وما يفعله بايدن أمر آخر".
ويعمل راتني حالياً عميداً لبرنامج اللغة في معهد الخدمات الاجنبية في وزارة الخارجية. وعمل في السابق نائباً لمساعد وزير الخارجية في شؤون الشرق والشؤون الإسرائيلية ـ الفلسطينية بوزارة الخارجية.
المصدر: بزنس إنسايدر