أعلن البنتاغون عدم مسؤولية القوات الاميركية عن حماية النفط في شمال سوريا، فقد نقل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن موظفي الدفاع ومقاوليها "غير مخولين لمساعدة شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سوريا..."، وحصر مهام القوات الأمريكية المنتشرة وقوامها 900 عسكرياً علماً أن العدد المتداول سابقاً هو 500 بدعم المهمة ضد تنظيم داعش. وقد نقلت بعض المصادر أن هذه الشركة لا أصول لها ومرتبطة بالهياكل العسكرية الأمريكية.
وفي الموقف الثاني، تمنع وزير الخارجية الاميرك انتوني بلينكن عن تأييد اعتراف ادارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان مع القول بأن "السيطرة على الجولان في هذا الوضع لها أهمية حقيقية لأمن"إسرائيل". وقد رأى الوزير أن حكومة الأسد والفصائل المسلحة المدعومة من إيران تشكل تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل". وأضاف:" الأسئلة القانونية [يقصد حول الاعتراف] شيء آخر وبمرور الوقت اذا تغير الوضع في سوريا فهذا شيء نبحثه ، لكننا لسنا قريبين من ذلك ".
يعكس هذان التقريران:
-اعتماد إدارة بايدن سياسة العصا والجزرة في متابعة الملف السوري.
-تحاول الإدارة اختراق دفاع حكومة الأسد بفتح كوة للتفاوض في سوريا بدءً من ملف الجولان، واذ تطرح موضوع التشكيك بشرعية السيادة الاسرائيلية على الجولان، فهي توصل رسالة مفادها بأن من الممكن التفاوض حول الجولان اذا ما تغيرت الأوضاع في سوريا، و تغير الوضع هو ألاّ يعود هناك من خطر يتهدد أمن اسرائيل ، وتأمين الحدود الجنوبية وغيرها من القضايا والخيارات، موضع البحث الأمريكي.
-هذه الرسالة يطمح الأمريكي أن يتلقفها ضابط الإيقاع الروسي مع عدم وجود قناة سورية أمريكية مباشرة مفتوحة، وقد تكون محاولة لترتيب أوراق روسية أمريكية حول الأزمة السورية، يأمل منها الروسي تقديم صفقة رابحة للنظام السوري مبا يضمن مصالحه فيها، ويأمل فيها الأمريكي التفاوض التدريجي، وبشكل واقعي التفاوض على تهديد الصواريخ الاستراتيجية لإيران وحلفائها في سوريا.
-الأمريكي يقدم تنازلات سريعة وشكلية ومحرجة للآخرين هي بمثابة مكاسب مفترضة بهدف تحقيق صفقات وتنازلات متدحرجة في عدة نقاط تفاوضية لاحقة.
-أن ما تسعى إليه الإدارة من فتح لباب التفاوض عبر الجولان يقابله بشكل متزامن ضغط في ورقة العقوبات كي توازن في سياسة الجزرة والعصا.
-تظهر الإدارة الأمريكية في موضوع التخلي عن حماية النفط الحفاظ على وجود القوات الأمريكية في المنطقة بذريعة محاربة داعش بما يحسن الصورة الأمريكية، في العودة لمحاربة "الإرهاب" دولياً ومحليا.
-يشير الموقف إلى غمز باتجاه أولوية استرداد تركيا على المصالح مع الأكراد لا سيما وأن المبعوث الأمريكي السابق لقوات التحالف الدولي في سوريا قد صرح بأن "بلاده لا تدعم قيام دولة كردية". الأمر الذي يعكس مزيداً من الإشارات لفتح باب التفاوض لكن دون أن يعني ذلك التخلي عن الكيان الكردي وإنما تأجيل الاعتراف فيه، فهو كيان قائم والخطاب الأمريكي تفنده الأفعال الأمريكية في التعزيز العسكري والمالي والسياسي لقوات قسد. وقد يحمل التصريح دفعا للأكراد باتجاه العمل بشكل مؤسساتي ونظامي أكثر، من باب التأكيد على تنظيم الهيكلية السياسية والإدارية في حال تشكل الدولة المستقبلية، وفي الهامش.
-لا يمنع أن تكون إدارة بايدن بصدد تصفية حسابات داخلية مع إدارة ترامب لجهة فتح ملفات فساد للجهات الراعية للاتفاق مع الشركة النفطية الوهمية على افتراض صحة المصادر.
الكاتب: غرفة التحرير