أعلنت البحرية الأميركية عن تشكيل "قوة المهام المشتركة 153" للقيام بدوريات في البحر الأحمر والعمل على مكافحة "الأنشطة الإرهابية والتهريب"، كما انها ستعمل على "تعزيز التعاون بين الشركاء البحريين الإقليميين لتعزيز الأمن في البحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي ومضيق باب المندب وخليج عدن، إضافة إلى قناة السويس" حسب زعم قائد الأسطول الخامس الأميركي الأدميرال براد كوبر.
ليست المرة الأولى التي تفعّل البحرية الأميركية نشاطاتها في هذه المنطقة التي تشمل باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والخط الموازي للمياه الإقليمية اليمنية، لكن المختلف هذه المرة، أنها تأتي بالتوازي مع الهدنة المعلنة والتي تتعامل معها صنعاء "بحذر شديد وبجهوزية كبيرة تشمل كل الوحدات العسكرية في القوات المسلحة" حسب ما أكد مصدر مطلع في حديث خاص لموقع الخنادق.
في شباط/ فبراير الماضي، أجرت البحرية الأميركية مناورة في البحر الأحمر، تضم 60 دولة، استمرت لمدة 18 يوماً، وأعلنت عن تشكيل قوة الـ 59" لتتحمل جزءاً من مسؤوليات هذا الأسطول، والتي تكمن في "تجفيف تهريب الأسلحة للحوثيين والحد من تدخلات طهران السافرة في اليمن عبر سفنها الجوالة في البحر الأحمر، فضلا عن منع أي أعمال قرصنة كان آخرها قرصنة الحوثيين لسفينة "روابي"، على حد زعم كوبر.
صحيفة التليغراف البريطانية أشارت إلى ان "قيادة القوات الأميركية المشتركة -التي يديرها كوبر من القاعدة الأميركية في البحرين- تمتلك 3 وحدات للمهام الخاصة، والتي تهتم بشكل مباشر بتأمين الملاحة وفرض الأمن في مياه الخليج". وتتابع الصحيفة في تقريرها ان البحرية الأميركية ستعتمد في تنفيذ ذلك على سفينة القيادة USS Mount Whitney، والتي كانت ضمن الأسطول الأميركي السادس في أوروبا وافريقيا".
"أما الجهد الأكبر الذي توليه قوة المهام الجديدة في البحر الأحمر، فلا يتجاهل إحباط عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية، التي تستهدف إمداد وتموين عديد التنظيمات الإرهابية في المنطقة، خاصة جماعة الحوثيين في اليمن" حسب زعم الصحيفة والتي أشارت أيضاً إلى ان "إسرائيل" لم تعلن حتى الآن موقفها من الانضمام إلى قوة المهام الأمريكية الجديدة في البحر الأحمر، رغم مشاركتها خلال نوفمبر الماضي في مناورات بحرية مع الأسطول الأمريكي، وقوات بحرية إماراتية وبحرينية". فيما تشير الصحيفة إلى ان كوبر رفض الكشف عن إذا كان لدى تل ابيب نية في الانضمام إلى قوات القيادة الأميركية المشتركة أم لا".
من جهته، علّق رئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام على هذا الاعلان بقوله "التحرك الأميركي في البحر الأحمر، في ظل هدنة في اليمن، إنسانياً وعسكرياً، يناقض زعم واشنطن دعمها الهدنة". مؤكداً أنّ "التحرك الأميركي في البحر الأحمر يؤكد "سعي واشنطن لتكريس حالة العدوان والحصار على اليمن".
ووفق مصادر تحدثت إلى الخنادق فأنه "في حال تم الاعتداء على المياه الإقليمية اليمينة، قد تعتبر صنعاء ذلك خرقاً صارخاً للهدنة وقد يتوجب عليه رداً من البحرية التابعة للقوات المسلحة التي أثبتت نجاعتها في هذا الميدان وقد نفذت عدة عمليات نوعية ناجحة قبالة الشواطئ لحماية سيادة البلاد".
الكاتب: غرفة التحرير