تتزامن العمليات الفدائية التي ينفذها شباب من مخيم جنين في الداخل المحتل مع الذكرى العشرين على "معركة مخيم جنين" التي انطلقت للأسباب الحالية نفسها حيث قرّر الكيان الاسرائيلي اقتحام المخيم محاولاً استهداف البنية التحتية للمقاومة لكنه خرج دون تحقيق الأهداف، فقد بقي المخيم على مقاومته وبل عمل على تطوريها وتطوير أساليبها.
في هذا السياق، تشير صحيفة معاريف العبرية الى أن "الواقع الأمني غير المستقر أمام الساحة الفلسطينية سيستمر في مرافقتنا لفترة طويلة قادمة"، ما يعيد طرح تكرار سيناريو "الدرع الواقي 2".
المقال المترجم:
في الأيام التسعة التي فصلت بين الهجوم الأخير في بني براك وهجوم أمس في تل أبيب، كانت المنظومة الأمنية تأمل في أن تكون قد نجحت في قطع سلسلة الهجمات الخطيرة، وبالتالي وقف اتجاهات التصعيد في ساحات أخرى في ذروة شهر رمضان، لكن الهجوم الذي وقع مساء الخميس يشير إلى أن التنظيمات الإرهابية (المقاومة) تشعر بالتشجيع لنجاح الهجمات في قلب المدن الإسرائيلية ومن قتل 13 إسرائيلياً وزرع الخوف والرعب بين المواطنين الإسرائيليين، وهم سيستمرون بكل الطرق في الدفع لتنفيذ المزيد من الهجمات، وسيستمر الواقع الأمني غير المستقر أمام الساحة الفلسطينية في مرافقتنا لفترة طويلة قادمة.
لقد كانت مدينة جنين والمنطقة المحيطة بها أهم بؤرة لموجة العمليات الأخيرة، لقربها الجغرافي من خط التماس المخترق، ومخيم اللاجئين العنيف بشكل خاص والكثير من الأسلحة داخله والصعوبات التي تواجه السلطة الفلسطينية في بسط الحكم هناك، وهذا كله يجعل المنطقة مرتعًا للتنظيمات المسلحة.
في السنوات الأخيرة برزت مدينة جنين كنقطة رئيسية للعمليات في الضفة الغربية، خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة، وخاصة في مخيم اللاجئين، وتقريبا ًفي كل عملية اعتقال لمطلوب كانت تندلع معارك عن قرب بين جنود الجيش الإسرائيلي وشرطة حرس الحدود والمسلحين من شباب المخيم.
حتى ما قبل عام تقريبًا وحتى أقل من ذلك، عندما أدرك الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمن الفلسطينية تفقد قبضتها على التوجهات الإرهابية (المقاومة) كانت تُطرح على الجدول إمكانية تنفيذ عملية واسعة النطاق في جنين، خاصة في مخيم اللاجئين من أجل تدمير البنية التحتية المسلحة والقضاء غلى الاتجاهات السلبية التي تطورت في الميدان.
وقال العقيد يائير فالاي قائد لواء منشيه المسؤول عن منطقة جنين، في حديث مع معاريف في نهاية فترة ولايته في سبتمبر الماضي، إن احتمال شن عملية كبرى في جنين كان قائماً، وأن مثل هذه العملية لا تتضمن بالضرورة الدبابات والمروحيات مثلما حدث في عملية السور الواقي، ولكن يمكن أن تكون على شكل نشاط من مجموعات كبيرة جدًا من القوات التي تظل في المدينة وتعمل فيها حسب خطط ومراحل العمل التي ستحدد. وأضاف العقيد فالاي: "آمل كثيراً من أجل سكان جنين أن ينزل المسلحون وخاصة في مخيم اللاجئين عن الشجرة العالية التي تسلقوها". وقال في ملخص المقابلة:"إذا لم يحدث ذلك فسيكون هناك سوار واقي 2 في جنين ونعرف كيف نفعل ذلك".
إن العمليات التي نفذتها قوات الأمن على الأرض واعتقال مطلوبين، وما بدا أنه تحسن في أداء السلطة الفلسطينية، أزال في ذلك الوقت هذا الاحتمال الذي كان إمكانية حدوثه في ذلك الوقت منخفضة.
كما ذكرنا لم يكن هناك أي اتجاه للتصعيد في الأشهر الأخيرة حتى سلسلة الهجمات الأخيرة، في الشهر الماضي احتل مخيم جنين عناوين الأخبار مرة أخرى باعتباره نقطة رئيسية كبيرة للغاية للموجة الأخيرة من العمليات.
المصدر: معاريف العبرية
الكاتب: غرفة التحرير