أكدّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال "إيغور كوناشينكوف" بأن السلطات الأوكرانية رفضت سحب المسلحين من مدينة "ماريوبول". وأنه بناء على ذلك، سيتم تحرير المدينة دون قيد أو شرط، من قبل قوات جمهورية "دونيتسك" الشعبية ووحدات القوات المسلحة الروسية.
وكشف الجنرال كوناشينكوف بأن المرتزقة الأجانب محاصرون فيها، وهم ليس من يدعي الغرب بأنهم المدافعين عما يسمى بالقيم الأوروبية، بل هم من اعتادوا على قتل السلافيين (شعوب أوروبا الشرقية وبحر البلطيق وأوراسيا) مقابل الدولارات الأمريكية، الذين يختبئون وراء المدنيين ويستخدموهم كدروع بشرية. مبيناً أنه نتيجة لاختراق موجات الراديو، استطاع الجيش الروسي بتحديد أن هذه المجموعات تتألف من: النازيين التابعين لكتيبة آزوف، وفلول الجيش الأوكراني، وعدد كبير من المرتزقة الأجانب. موضحاً بأن الاتصالات فيما بين هذه المجموعات تجري، باللغات الأوكرانية والروسية، وبـ 6 لغات أخرى معظمها لغات أجنبية أوروبية.
لذلك وبناءً على مسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حتى هذا اليوم الـ 45 من تاريخ بدئها، بات شبه مؤكد بأن أحد أهم الأهداف الحالية لروسيا، هي تحرير مدينة "ماريوبول" ذات الأهمية الكبيرة لموقعها الاستراتيجي.
أهمية "ماريوبول"
هناك العديد من الأسباب الرئيسية، التي ستجعل من تحرير هذه المدينة نصرا استراتيجيا مهما لروسيا، وضربة قوية لأوكرانيا ومن خلفها كل المعسكر الغربي بقيادة أمريكا. وهذا ما دفع بالرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي" الى القول بأنه من دون هذه المدينة، لن يكون هناك اتحاد أوروبي قوي.
وأبرز هذه الأسباب:
1)تأمين ممر بري بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس: فبالرغم من أن ماريوبول تحتل مساحة جغرافية صغيرة جدا في خارطة أوكرانيا، إلا أنها تقف الآن عائقا أمام القوات الروسية التي تتقدم شمالا من شبه جزيرة القرم. كما أن السيطرة عليها سيجعل أكثر من 80 في المئة من الساحل الأوكراني على البحر الأسود تحت السيطرة الروسية، ما يمكّنهم من قطع نشاط أوكرانيا التجاري البحري، وزيادة عزلها عن العالم الخارجي.
2)خنق الاقتصاد الأوكراني: فماريوبول هي الميناء الاستراتيجي المهم على بحر آزوف، والمفتوح على البحر الأسود أيضاً. فهي تتمتع بأحواض سفن عميقة، كما تعد أكبر الموانئ في منطقة بحر آزوف. ومن جهة أخرى يتواجد فيها أم وأكبر مصانع الحديد والفولاذ. وكانت قبل الحرب مركزا مهما لتصدير الفولاذ والفحم والحبوب، من أوكرانيا إلى منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
3)هزيمة النازيين الجدد: فهذه المدينة هي موطن الميليشيا ذات الفكر النازي التي تدعى كتيبة آزوف، والتي تضم متطرفين يمينيين بينهم نازيون جدد. وهذا ما يشكل أهم الأهداف العملية، لما ارتكبته هذه الكتيبة من جرائم بحق أهالي دونباس.
4)دفعة معنوية كبيرة ستسمح للكرملين بالإثبات للشعب الروسي ولحلفائها كما لأعدائها، بأنه رغم إجراء الحظر والحصار والعقوبات التي وصلت لمستوى لا مثيل له في التاريخ، إلى أن روسيا استطاعت تحقيق أهدافها وتحرز تقدما في ميادين القتال.
الكاتب: غرفة التحرير