يواجه الكيان المؤقت الكثير من التهديدات الاستراتيجية، التي يقودها محور المقاومة ضده، بمختلف دوله وحركاته. ومن أهم هذه التهديدات، ما برز مؤخرا من هجمات في إطار الحرب السيبرانية، التي طالت العديد من منشآته التحتية الحيوية. وحتى استطاعت اختراق العديد من المواقع الوزارية وذات الطبيعة الأمنية والعسكرية والاقتصادية، كما استطاعت اختراق أجهزة هواتف وكومبيوتر الكثير من المسؤولين في الكيان ذوي المناصب الحساسة، كوزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس" ورئيس جهاز الموساد "ديفيد برنيع".
وفي إطار هذه الحرب، تتولى ما يسمى بـ "مديرية الإنترنت الوطنية الإسرائيلية"، كل ما يتعلق بهذه الساحة، التي لحظت حكومات كيان الاحتلال أهميتها منذ سنوات.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المديرية وما هي هيكليتها؟
_هي هيئة حكومية ذات طبيعة أمنية ومدنية، تتولى المسؤولية عن أمن المعلومات وحماية الفضاء السيبراني المدني للكيان، وتطبق سياسته في هذا المجال، كما تعمل على بناء القوة السيبرانية وتأمين كل ما يلزم من أجل تطويرها، وترسيخ قوة الكيان في الميدان.
_ تم إنشاء هذه المديرية في شباط /فبراير من العام 2015 من خلال دمج ما يسمى بـ "المقر الوطني السيبراني" و"الهيئة الوطنية للدفاع السيبراني"، الذي تم إنشاؤهما في العام 2012.
_ يترأس المديرية العميد احتياط "غابي بورتنوي"، الذي كان يشغل قبل تقاعده منصب قائد قسم العمليات في جيش الاحتلال.
_تتبع هذه المديرية مباشرة لمكتب رئيس حكومة الاحتلال، ويعمل رئيس الوحدة كمستشار للحكومة بشأن الإنترنت أيضًا.
_أبرز أهدافها ومهامها الرئيسية:
1)تأمين الحماية على مستوى الدولة، عبر قيادة جهود حماية الفضاء السيبراني للكيان، وعلى رأسها المواقع والمؤسسات الحيوية، من خلال الكشف عن الهجمات الإلكترونية والتعرف عليها وصدها والوقاية منها.
2)توفير المرونة الاقتصادية لهذا المجال، من خلال تعزيز قدرة المستوطنين والاقتصاد الإسرائيلي، للاستعداد بالدفاع ضد التهديدات السيبرانية، من خلال استيعاب التقنيات المتقدمة والتوجيه، وتطوير الكوادر الماهرة وزيادة الوعي بأهميتها.
3)القيادة والابتكار: من خلال إنشاء وتعزيز بناء القوة العلمية والتكنولوجية في المجال السيبراني، عبر توسيع نطاق توظيف الموارد البشرية الجيدة في هذا المجال وتطويرها، وتشجيع البحث الأكاديمي المتقدم، وتعزيز البحث والتطوير التكنولوجي المبتكر والصناعة القوية.
القوة الدولية: تعزيز موقع "إسرائيل" في الريادة العالمية في مجال الإنترنت، من أجل تعزيز دفاعها ومرونتها الاقتصادية والمكانة الدولية، من خلال التعاون الدولي فيما بينها وبين الدول الأخرى.
الإستراتيجية والسياسة: تعزيز الخطط الإستراتيجية وميدان السياسة في مجال الإنترنت، في الساحتين المحلية والدولية، بالإضافة إلى أن تكون المديرية مركزًا للمعرفة، وسلطة مهنية مركزية في هذا المجال، وهيئة استشارية لرئيس الوزراء والحكومة بأكملها.
الهيكلية
تتكون هذه المديرية من عدة مجمعات، تعكس استراتيجية الكيان في الدفاع الإلكتروني. وأبرز هذه المجمعات:
_مجمع المرونة: المسؤول عن كل ما يتعلق بتوجيه الاقتصاد المدني لمقاومة الهجمات الإلكترونية.
_المجمع التشغيلي: المسؤول عن حماية الاقتصاد، عند حدوث هجمات كبيرة على المستوى الكلي للكيان. ويعمل هذا المجمع بشكل وثيق مع مجمع المرونة، بالإضافة لهيئات الأمن والشرطة في الكيان، لتحديد واكتشاف الهجمات الكبيرة على الاقتصاد، ومنعها والقضاء عليها. ويتولى مركز العمليات والأحداث CERT ، التابع لهذه المديرية والذي يتمركز في بئر السبع، توفير كل ما هو مطلوب لمساعدة المنظمات الاقتصادية المختلفة، من خلال مشاركة المعلومات معها حول الهجمات الإلكترونية، وتقديم الدعم لهذه المنظمات، خلال تعرضها لهذه الهجمات.
_المجمع التكنولوجي: وهو الوحدة المتخصصة بالتقنيات السيبرانية، وهو مسؤول عن البحث وتطوير التقنيات والأدوات، لإدارة الدفاع العام في البعد السيبراني على مستوى الكيان.
الكاتب: غرفة التحرير