كشف رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية "بيمان جبلي"، أن قائد الثورة الاسلامية الإمام السيد علي الخامنئي قد أشاد بفيلم "موقعيت مهدي" (موضع مهدي)، الذي تدور احداثه حول حياة الشهيد مهدي باكري، الذي كان أحد أبرز قادة حرس الثورة الإسلامية في فترة الدفاع المقدس (حرب صدام على إيران).
وقد عبّر الإمام السيد علي الخامنئي عن إعجابه بهذا الفيلم الرائع، المليء بالنقاط الدقيقة والسرد الصحيح، لا سيما بما يتعلق بشخصية الشهيدين الشقيقين مهدي وحميد باكري، وخاصة محور الفيلم أي السيد مهدي. ولفت الإمام الخامنئي إلى أن الزاوية السردية للفيلم كانت مبتكرة أيضًا، خصوصاً بتركيزها على المنزل والأسرة. كاشفاً بأن هذا الفيلم هو أحد تلك الأفلام، التي يحب المرء مشاهدتها مرة أخرى. وموجهاً شكره وتقديره، لجميع المشاركين في هذا العمل الرائع جدا، ولمخرج الفيلم ومنتجه.
فمن هو الشهيد القائد مهدي باكري؟ وما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرته الجهادية؟
_ ولد الشهيد مهدي باكري في العام 1954، لأسرة متدينة في بلدة "مياندوآب". فقد والدته منذ طفولته، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينة "أرومية" شمالي غرب إيران.
_ كان في السنة الأخيرة من مرحلة التعليم المتوسط، حينما استشهد أخوه "علي" على يد جهاز استخبارات الشاه "السافاك"، ما دفعه على إثر ذلك الى الدخول لميدان السياسة. وبالرغم من آلامه لفقد أخيه، واصل دراسته الجامعية في فرع الهندسة الميكانيكية، وإلى جانب دراسته كان يتابع جهاده السياسي في مدينة "تبريز" مع اللواء رحيم صفوي، وقد شجع أخاه حميد للانضمام اليه في هذا الميدان أيضاً. وبعد فترة أرسله إلى الخارج، لكي يتواصل مع المجاهدين هناك، ليكونوا فاعلين في إرسال الأسلحة للمجاهدين داخل البلاد.
_استجابة لأمر الإمام الخميني (قده)، ترك مهدي الجيش التي كان يخدم فيه إلزامياً بصفة ضابط مناوب، لتبدأ مرحلة عمله السري في الثورة.
_بعد انتصار الثورة الإسلامية، وتشكيل حرس الثورة، انتسب للحرس في مدينة "أرومية"، وكان للشهيد باكري دور فاعل في بناء التشكيلات الأولى للحرس، كما عمل لفترة نائباً عاماً في محكمة الثورة، وكان يتولى إلى جانب عمله في الحرس مسؤولية إدارة بلدية "أرومية".
_تزوج الشهيد باكري مع بداية الحرب المفروضة في العام 1980، ليلتحق بعد يوم من عرسه في الجبهات الجنوبية.
_ استطاع الشهيد بكري بموهبته الكبيرة وأخلاقه، أن يتولى مسؤولية نائب قائد لواء النجف الأشرف، خلال عملية "الفتح المبين"، التي أصيب خلالها في عينه. وبعد تعافيه عاد إلى الجبهة وشارك في عمليات مثل عملية بيت المقدس، رمضان، مسلم بن عقيل، والفجر التمهيدية، والفجر 1-4، وعملية خيبر، وتسلح خلال هذه العمليات مواقع قيادية مختلفة. أما في عملية "والفجر" فتسلم خلاله قيادة فرقة عاشوراء.
وخلال عملية خيبر، أبلغ الشهيد باكري بأن شقيقه حميد قد استشهد، وأنهم يريدون إرسال فريق لاستعادة جثمانه من ساحة المعركة، لكنه منعهم من ذلك بالقول عبر الجهاز اللاسلكي:
"إنهم جميعًا إخوتي، إذا كان بإمكانكم إعادتهم جميعًا، فيمكنكم عند ذلك من إحضار حميد أيضاً".
وبالرغم من اهتمامه الخاص بأخيه حميد، اتصل بأسرته دون أن يعبر عن حزنه وقال: "استشهاد حامد من النعم الإلهية التي شملها لأهلنا".
وكتب رسالة إلى أهله: "سأبقى في الخطوط الأمامية، متبعًا إرادة حميد وأمنياته، وهي فتح الطريق إلى كربلاء، وسأواصل طريق الشهيد حتى ينتصر الإسلام".
وبسب جهوده المكثفة في ساحات القتال، وظروف الجبهات الحساسة، لم يستطع حضور تشييع أخيه ورفيقه الطاهر، الذي ظلّ بجانبه لسنوات عديدة.
استشهاده
_ بعد استشهاد أخيه وبعض رفاقه، وقبل 15 يوم من التحاقه بآخر معركة له، تضرع كثيراً الى الله طالباً توفيقه بالشهادة، من خلال زيارته لمدينة مشهد المقدسة وتوسله بالإمام علي بن موسى الرضا (ع)، وطلب الدعاء بذلك أيضاً من الإمامين الخميني والخامنئي.
_أثناء عملية بدر، حينما استطاع جيش صدام من فرض حصار كامل حول جزيرة مجنون، التي كانت تتواجد فيها الفرقة التابعة للشهيد باكري. طلب منه الشهيد أحمد كاظمي وقتها عبر الجهاز اللاسلكي الانسحاب، والسباحة عبر نهر دجلة مسافة 700 متر لينقذ حياته. وجوبهت كل هذه الطلبات منه بالرفض دائماً، إلى أن استشهد هناك في الـ 16 من آذار للعام 1984.
_حاولت مجموعة بعد ذلك استعادة جثمان الشهيد، لكنها أثناء عملية الانتقال من الجزيرة، أصيب قاربها بقذائف آر بي جي بشكل مباشر، فغرقوا في نهر أروند. ولم يتم العثور على جثمان الشهيد باكري وجثامين الشهداء الآخرين حتى اليوم.
الكاتب: غرفة التحرير