عند استعراض مسيرة وانطلاق عمل حرس الثورة الإسلامية في إيران، والتعرف على قادته وشهدائه، لا يمكننا سوى التوقف طويلاً، عند قائد يعتبره الامام السيد علي الخامنئي "معجزة الثورة الإسلامية"، لما حققه من نبوغ عسكري، لا مثيل له عند أكثر الجنرالات في العالم. أنه الشهيد غلام حسين أفشردي المعروف باسم "حسن باقري"، الذي مرت الذكرى السنوية الـ 39 على استشهاده منذ أيام، وكان عمره وقتها 26 عاماً فقط.
فما هي أهم المحطات في مسيرة هذا الشهيد القائد؟ وماهي أبرز الصفات التي مكنته من أداء هذا الدور؟
_ ولد غلام حسين في 16 آذار 1956، بالقرب من ساحة خراسان في طهران. أكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة "مترجم الدولة" وتعليمه الثانوي في ثانوية مروة.
_ بدأ دراسته الجامعية في كلية الزراعة جامعة "أورمية"، ولكن بسبب مشاركته في الأنشطة الإسلامية والسياسية، تم طرده من الجامعة. لكن بعد سنة ونصف على انتصار الثورة، التحق بامتحان القبول الوطني بعد حصوله على دبلوم أدبي في حزيران 1979، ونجح في الحصول على المرتبة 104 في مجال القانون القضائي في جامعة طهران.
_ أُرسل الى الجيش في آذار 1977، للخدمة في فترة الطوارئ، وبعد أن أكمل تدريبه في ثكنة "جلديان نقدي" نُقل إلى إيلام.
خلال خدمته العسكرية هناك، كانت تربطه علاقة وثيقة بعلماء مدينة إيلام، ولا سيما بإمام الجمعة السابق لها، فكان يزودهم بالأخبار والقضايا الهامة.
_وبعد أوامر قائد الثورة الامام الخميني للجنود بالفرار من الثكنات، فرّ من الجيش مستفيداً من اهمال الضباط.
_وأثناء اندلاع الثورة، كان مع أفراد أسرته وأصدقائه الآخرين حاضرين عند الاستيلاء على مركز الشرطة "عشرت آباد" في طهران.
_ كان عضوًا في اللجنة الثورية الإسلامية وبعض المؤسسات الأخرى. وفي عام 1979، بدأ عمله الصحافي في جريدة "جمهوري إسلامي".
خلال هذه الفترة، وبدعوة من الأمم المتحدة، أوفدته الصحيفة، كمراسل برحلة استغرقت 15 يومًا إلى لبنان والأردن، أعد خلالها تقريرًا تحليليًا شاملاً عن محنة المسلمين في المنطقة.
_ جنّده حرس الثورة الإسلامية أوائل العام 1980، وكانت بداية نشاطه في جهاز استخبارات الحرس واختار حينها لقب حسن باقري.
_ مع اندلاع حرب صدام على إيران، توجه إلى جنوب البلاد مع عدد من عناصر حرس الثورة، حينما احتلت القوات العراقية مدينة خوزستان.
خلال الفترة التي قضاها في الحرب، استخدم خبرته التي اكتسبها من خلال عمله الصحفي في إيران، وزيارته الى لبنان لجمع المعلومات والخرائط والحسابات العملية، وتسجيل الصوت على الجبهات الإيرانية، وترجمة هذه الوثائق إلى تقارير معلوماتية منظمة.
ما دفع اللواء يحي رحيم صفوي الى وصفه بأنه أحد عباقرة قادة الحرس.
_ منذ بداية وصوله أنشأ وحدة استخبارات عسكرية، وتسلل بنفسه إلى مواقع وحدات الفيلق الثالث التابع لجيش البعث عدة مرات، من أجل الحصول على معلومات عن تموضعه.
وهو يعتبر مؤسس وحدة المخابرات والعمليات في الحرس، حيث اعتبر جمع المعلومات هو الأمر المطلوب أكثر قبل تنفيذ العمليات بنسبة 90 %، وكلما زادت المعرفة كلما قلت المشاكل وزادت نسبة الانتصار.
كان حسن باقري موهوبًا للغاية في تحليل استخبارات العدو، والتنبؤ بالتحركات المحتملة لجيش صدام في المستقبل.
_ عين حسن باقري لاحقاً نائباً لقائد مقر عمليات المنطقة الجنوبية، ولعب دورًا مهمًا في ايقاف حصار سوسنغارد. وقاد عمليات الإمام المهدي وفتح ومرتفعات الله أكبر ودهلاوية.
_ شارك في الاعداد والتخطيط للعديد من العمليات:
1)عمليات ثامن الأئمة.
2)عمليات طريق المقدس.
3)قاد مقر النصر خلال عمليات: الفتح المبين، بيت المقدس، رمضان.
4)تولى قيادة مقر كربلاء، وبعد انتهاء عمليات مسلم بن عقيل ونجاح عمليات محرم، عينه قائد حرس الثورة وقتذاك اللواء محسن رضائي نائباً لقائد القوة البرية.
_ كان من بين القادة الأساسيين الذين خططوا لمعركة تحرير "خرمشهر"، والتي شكلت منعطفاً أساسياً في الحرب.
_ تدرب لديه العديد من القادة والشهداء ايضاً، منهم مهدي زين الدين الذي قاد فيما بعد فرقة الامام علي بن أبي طالب 17.
_استشهد في الـ 29 كانون الثاني 1983 حينما اصيب بقذائف الهاون برفقة الشهيد مجيد بقائي، في محور عمليات "فكة"، اثناء دراستهم لمنطقة العدو. ودُفن جثمانه في مقبرة "بهشت زهراء" في طهران.
_ شقيقه هو رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الحالي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللواء محمد باقري.
الكاتب: غرفة التحرير