سيواجه العالم خلال أي حرب مستقبلية، في حال تواجهت فيها قوتان عسكريتان من الدول الكبرى، كالصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، أو حتى من بعض الدول ذات القوة الإقليمية كالجمهورية الإسلامية في إيران وكوريا الشمالية وتركيا، سلاحاً جديداً يمتلك تأثيراً تدميرياً يفوق بأشواط الأسلحة النووية، لكن من دون آثار وسقوط ضحايا بشرية كتلك التي تصاحب الأخيرة، بما يشبه إعادة الدول المستهدفة الى العصر الحجري.
إنه السلاح الكهرومغناطيسي، الذي يوصف بأنه قاتل الحضارة، لأنه ببضع ثوان سيكون قادراً على تدمير وتلف كل ما تمتلكه أي دولة مستهدفة، من منشآت وآلات وأجهزة الكترونية وكهربائية. ما يجعل الدولة المستهدفة تحتاج الى عشرات السنوات، كي تستطيع إعادة بناء ما قد تدمّر بثوانٍ. وقد شكل وجود هذا السلاح لدى العديد من الدول، أحد أهم وأبرز الأسباب التي منعت وتمنع أمريكا من مواجهتها عسكرياً بشكل مباشر.
فالصين تتمتع بقدرة توجيه "الضربة الأولى"، وإذابة شبكة الطاقة الأمريكية من خلال هذا السلاح. وهذا ما يعترف به فريق العمل الأمريكي المعني بمتابعة هذا النوع من التهديدات على الأمن القومي والداخلي، حيث أصدر تقريراً وصف بالمخيف في العام 2020، كشف فيه عن قدرة الصين على شن هجوم بالنبض الكهرومغناطيسي على بلاده، بعدما باتت الأولى تمتلك أسلحة فائقة النبض الكهرومغناطيسي، وتعرف كيف تحمي نفسها من هجوم بالقوة الكهرومغناطيسية، وأنها طورت بروتوكولات لشن هجوم بالضربة الأولى. مضيفاً بأن سلطات بكين أنشأت شبكة من الأقمار الصناعية، والصواريخ عالية السرعة (فرط صوتية)، وأسلحة النبضات الكهرومغناطيسية الفائقة التي يمكن أن تصهر شبكة أمريكا الكهربائية، وتلغي كل قدرات الاتصالات، وحتى قدرة مجموعات حاملات الطائرات على الاستجابة.
ووفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، تمتلك الصين ما لا يقل عن ثلاثة أنواع من الأسلحة عالية التقنية لمهاجمة الشبكة الكهربائية والتقنيات الرئيسية، والتي يمكن أن تتسبب في هجوم مفاجئ يشبه الى حد كبير ذلك الذي حصل في "بيرل هاربور".
فما هو هذا النوع من السلاح؟
_ هو انفجار قصير للطاقة الكهرومغناطيسية، واعتمادًا على المصدر، يمكن أن يكون أصل النبض الكهرومغناطيسي طبيعيًا أو اصطناعيًا. ويمكن أن يحدث كمجال كهرومغناطيسي، أو مجال كهربائي، أو مجال مغناطيسي، أو كتيار كهربائي موصل.
_ يرتكز عمله على أن يسبب تداخل كهرومغناطيسي، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل الاتصالات وإتلاف المعدات الإلكترونية، بسبب مرور طاقة فيها أعلى مما يمكن استيعابه.
_ تعود فكرة هذا السلاح الى العام 1962، حينما حدث أول نبضة كهرومغناطيسية من صنع الإنسان، عندما انفجر سلاح نووي حراري أمريكي بقوة 1.4 ميغا طن، على ارتفاع 400 كيلومتر فوق المحيط الهادئ. ما أدى الى موجة كهرومغناطيسية تسببت بأضرار كهربائية، على بعد 900 ميل تقريبًا (1448 كيلومتر) من مكان تجربة السلاح أي في هاواي. التي تعطل فيها 300 من مصابيح الشوارع، وأطلق فيها العديد من أجهزة الإنذار ضد السرقة، وألحقت أضرارًا بشركة الهاتف هناك، ما تسبب بقطع الاتصالات من كاواي إلى جزر هاواي الأخرى.
أما طبيعياً، فقد أدت عاصفة مغنطيسية أرضية غير متوقعة حدثت في العام 1989، الى حصول انهيار كامل في نظام الطاقة الكندي Hydro-Québec في غضون 92 ثانية، تسببت بانقطاع لدى ستة ملايين مستهلك.
_لدى الصين القدرة على تنفيذ هجوم "نبضة كهرومغناطيسية عالية الارتفاع" أو HEMP، وهي أسلحة تُطلق من الأقمار الصناعية والسفن ومن الصواريخ العابرة للقارات.
_ تدعي واشنطن أن الصين تتحرك الصين بالتعاون مع روسيا وكوريا الشمالية وإيران، لبناء ونشر أنظمة يمكنها إطلاق سلاح نووي في الغلاف الجوي، لتفجير وتعطيل الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الأجسام الطائرة (طائرات حربية وتجسس ونقل عسكري...).
الكاتب: غرفة التحرير