منذ نشأة الحركة الصهيونية، استغل الإسرائيليون الحروب والصراعات في أوروبا وأفريقيا ودول العالم لاستقدام مئات آلاف اليهود، وإحلالهم مكان الفلسطينيين بهدف إيجاد تغيير ديموغرافي. واليوم تستغل حكومة الاحتلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا معلنةً عن "خطة طوارئ" من أجل استقدام اليهود الأوكران - المقدّر عددهم 200 ألف نسمة - الى الكيان المؤقت.
فقد أعلنت حكومة الاحتلال عن جهوزية مختلف الوزارات والجيش والوكالة المسؤولة عن استقدام اليهود، لاستيعاب "موجة" الهجرة من أوكرانيا، وطموح الكيان باستقدام نحو 8 آلاف يهودي من كييف. ووفقا لـ "خطة الطوارئ"، التي كشفت تفاصيلها صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية سيستقدم الكيان الإسرائيلي 5 آلاف يهودي في أسبوع واحد، وهو رقم قياسي لم تعتاده "وزارة الاستيعاب" والهيئات المسؤولة في "إسرائيل". ما يعني إغراق فلسطين المحتلّة بالمستوطنين على حساب مزيد من تهجير الشعب الفلسطيني.
كما بدأ قسم الاستيطان في "المنظمة الصهيونية العالمية"، تحركاته لإنشاء 1000 وحدة استيطانية لصالح استيعاب اليهود "الفارين من الحرب". ومن المقرر أن تقام هذه الوحدات في مناطق عند حدود صحراء النقب، وفي منطقة وادي عربة، ووادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن. وافتتحت الوكالة اليهودية 6 مراكز للهجرة على المعابر الحدودية بين أوكرانيا وكل من بولندا ومولدوفا ورومانيا والمجر حسب ما ذكره موقع "روسيا اليوم".
يهود يرفضون الهجرة الى الكيان المؤقت
مع كل هذا "الاستنفار" والتقديمات الإسرائيلية وصل 87 يهوديًا من كييف إلى "تل أبيب" قبل العملية الروسية بأيام، في المقابل تتصاعد الأصوات اليهودية الرافضة للهجرة الى الكيان المؤقت.
فقد كشف مسؤول إسرائيليّ رفيع عبر "قناة 13" العبرية، أن اليهود الذين يعيشون في أوكرانيا رفضوا الهجرة إلى "اسرائيل"، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال حاولت إقناعهم بالهجرة إليها بذريعة الخوف من العملية الروسية في أوكرانيا، وحتّى الذين يحملون "الجنسية الإسرائيلية" وعددهم 12 ألفاً رفضوا القدوم الى الكيان المؤقت! فما هي دلالات هذا الرفض؟
_ فشل المشروع الصهيوني والمروجين له.
_ الكيان المؤقت لم يعد "أرض الميعاد" الذي يحلم به اليهود.
_ هذا الكيان ليس "الوطن الآمن" الذي يحقق مستبقلاً مستقراً لليهود بالنظر الى كلّ التهديدات التي تحيط به.
اليهود يهربون من "اسرائيل"!
يشير الاعلام العبري الى أن هجرة معاكسة بدأت تتبلور مؤشراتها، وبمعنى آخر "الهروب من إسرائيل إلى ملاذات آمنة"، (في أوروبا وأمريكا وكندا) وخاصة بعد معركة "سيف القدس" الأخيرة في أيّار/ مايو الماضي التي أدّت الى نزول 6 ملايين مستوطن الى الملاجئ بعد تعرّض الجبهة الداخلية لأكثر من 4000 صاروخاً من المقاومة الفلسطينية خلال 11 يوماً!
الكاتب: غرفة التحرير