في الذكرى الثلاثين لعملية "جلعاد" التي نفذها أربعة مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي في 14 – 2 – 1992 حيث اقتحموا موقع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 1948، ليقتلوا أربعة من الجنود بالسلاح الأبيض تاركين خمس إصابات أخرى. تضيف الحركة اليوم الى هذا التاريخ عملية "بأس جنين"، حيث أحكمت "كتيبة جنين" والى جانبها "حزام النار" (كتائب شهداء الأقصى) كميناً لآلية الاحتلال في مدينة "سيلة الحارثية" غرب جنين في الضفة الغربية المحتلة – التي دخلت لهدم منازل منفذي عملية "حومش" - ودارت الاشتباكات من مسافة صفر ما أوقع الإصابات في صفوف جيش الاحتلال بعد تعرضه لكثافة نيران "غير اعتيادية" بحسب ما وصفها الاعلام العبري، بالإضافة الى العبوات الناسفة.
ملامح الانتفاضة تنضج في الضفة
هذه العملية أعادت بالذاكرة العمليات الكثيرة خلال الانتفاضتين الفلسطينيين (الأولى عام 1987 والثانية عام 2000)، كما الى فعالياتها الميدانية والى المشاركة والـتأييد الشعبي الواسع من كل مكونات الشعب الفلسطيني. وكذلك وضعت الأوضاع في الضفة الغربية على أبواب انتفاضة جديدة، ويبدو ان المرحلة القادمة هي أيام نضوج الانتفاضة. يقول رئيس الدائرة السياسية في "الجهاد الإسلامي"، الدكتور محمد الهندي: المواجهة اليوم تتسع، ونحن أمام ملامح انتفاضة جديدة لشعبنا، بدأت تتشكل في القدس والضفة والنقب.
غزة تستعدّ لسيف القدس 2؟
تشهد جميع المناطق الفلسطينية حالات المقاومة الشعبية في مواجهة مشاريع التوسع الاستيطاني وخاصة في نابلس، أما في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة فتعود المواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال على خلفية التهويد وسط رفع جيش الاحتلال حالة التأهّب خشية من ردة فعل فصائل المقاومة من غزّة التي ستفعّل عملها الجماهيري الشعبي عند الحدود الشرقية، بحسب ما يؤكد الهندي. ما يذكّر الاحتلال أيضاً بمعركة سيف القدس في أيار الماضي، وإذ يؤكد القيادي في "الجهاد الإسلامي" خالد البطش ان " المقاومة جاهزة لأن تبدأ معركة (سيف القدس 2) لحماية الشيخ جراح إذا لم يتوقف العدو ومستوطنيه عن العربدة".
وفيما يجري رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بنيت تقييماً للوضع بشأن قضية الشيخ جراح، بمشاركة وزير الأمن الداخلي ومفوض الشرطة وجهاز الأمن العام الشاباك، وبحسب الاعلام العبري، فإن الحكومة "تخشى أن يؤدي الحادث إلى تصعيد على كافة الجبهات - القدس والضفة الغربية وغزة".
الكاتب: غرفة التحرير