بعد الكثير من الكلام المتداول عن "تأخّر" التيار الوطني الحر في زياراته الى سوريا واستكمال العلاقات الطبيعية معها، تأتي زيارة الوفد السياسي للتيار برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب لتفتح الأبواب أمام الكثير من التحليلات حول طبيعتها وتوقيتها خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة التي تخلط العديد من الأوراق في البلد.
الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية ربطت الزيارة بقرب موعد الاستحقاق النيابي في الخامس عشر من أيار المقبل، كما بموعد الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تكون في أواخر شهر تشرين الأول من العام الحالي قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما أحالتها تحليلات أخرى الى تحديد موعد لزيارة رئيس التيار النائب جبران باسيل الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وعن علامات الاستفهام العديدة المطروحة يجيب المسؤول في مكتب نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية وأحد أعضاء الوفد الذي زار دمشق المحامي رمزي دسوم في حديث خاص لموقع "الخنادق".
الزيارة لن تكون الأخيرة
يقول دسوم ان الزيارة لم تكن الا تلبية لدعوة الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، ولا يوجد أي ربط بين الزيارة وموعدي الانتخابات النيابية والرئاسية، ويوضح أنها "زيارة بين حزب البعث والتيار الوطني الحر في إطار التشاور والتعاون والانفتاح".
وعن زيارة باسيل الى دمشق، يؤكد دسوم ان الموعد "يحدّده رئيس التيار فقط، وسوف يعلن عنه في الاعلام فور تحديده"، ويضيف ان عون كان قد زار في السابق سوريا قبل الانتخابات النيابية عندما كان رئيس كتلة التغيير والإصلاح. وان للتيار تواصل مع دمشق كما العديد من القوى السياسية في البلد وهناك اتصالات متبادلة، ربما غابت في الفترة الماضية الا ان الزيارة منذ أيام كسرت "الجليد" و"الأمور ذاهبة نحو التطوّر" بحسب ما يؤكد دسوم حيث ان هذه الزيارة لن تكون الأخيرة.
علاقة احترام متبادلة
وفي ما يخص رؤية التيار الوطني الحر للعلاقة مع سوريا، فيتابع دسوم "ان سوريا دولة عربية شقيقة، ورئة لبنان، وبطبيعة الحال نحن ننشد أفضل العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والنّدية بالإضافة الى احترام الخصوصية حيث ان سوريا، تحترم خصوصية لبنان والتيار الوطني الحر، وفي المقابل فان التيار يبادلها باحترام خصوصيتها، والعلاقة اليوم تُوصف بالجيدة ونتمنى أن تصبح أفضل في الفترة المقبلة والمستقبل".
نتائج البحث في ملف النازحين
كان على جدول أولويات الوفد بحث ملف عودة النازحين السوريين، الذي بدوره أثار طرحه أيضاً علامات استفهام في الأوساط اللبنانية من أن يكون مدرجاً في البرنامج الانتخابي للتيار الوطني الحر، الا ان دسوم يوضّح في حديثه "للخنادق" ان التيار دائماً ما أعلا الصوت في قضية النازحين منذ الأيام الأولى لعودة العديد من المناطق السورية الى "كنف الدولة" لكن المجتمع الدولي كان دائماً – ولا يزال - يسعى لبقائهم في لبنان ويقدّم لهم "مؤنة" البقاء لأسباب سياسية. وعن جدّية خطوة عودتهم في المرحلة المقبلة يقول دسوم ان "التيار" يصب جهده في الملف، لكن المجتمع الدولي لا يتعاون، ولم تتدخل حالياً أيّة دولة لتسريع عودتهم أو السير في القرار جديّاً.
اذاً تفتح الزيارة أبواب التساؤلات عن المنتظر في الأيام القادمة بين "التيار" ودمشق والرئاسة السورية، فهل تكون بادرة لزيارة أولى بين رئيس الجمهورية اللبنانية، بصفته الرسمية، الى الرئيس السوري الأسد، قبل انتهاء ولاية ميشال عون؟
الكاتب: غرفة التحرير