جهاد مغنية، نجل القائد في حزب الله الشهيد الحاج عماد، هو الشخص الرابع الذي يغتاله الكيان الاسرائيلي من عائلة مغنية، فقبل والده، اغتال الكيان عمّاه، فؤاد ( في منطقة الرويس عام 1992) وجهاد أيضاً (في قصف على الضاحية عام 1984).
تابع الشهيد جهاد خُطى والده على الرغم من صغر سنّه وانخرط في الصفوف العسكرية لحزب الله منذ العام 2008، حيث خضع للعديد من الدورات التدريبيّة والقتاليّة داخل لبنان و في إيران. ومع مشاركة حزب الله في التصدّي للحرب الكبيرة على سوريا الممولة والمدارة أمريكياً وخاصة بعد انتشار الجماعات الارهابية وسيطرتها على مناطق واسعة لا سيما عند الحدود اللبنانية – السورية، فكان الشهيد مغنية من الشباب الذين لبّوا واجبهم الجهادي حيث شارك في العمل العسكري في مدنية القنيطرة بالقرب من الجولان السوري المحتّل بصفة "مسؤول سريّة".
اعتبر أول ظهور إعلامي له في حفل تأبين والده، كان يبلغ من العمر آنذاك 16 عاماً، وألقى كلمة بايع فيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأكّد على متابعة نهج الحاج رضوان والثبات على خطّ المقاومة، وبعدها استمر في الظهور والمشاركة في الأنشطة التي كانت تقام في بلدته طير دبّا في جنوب لبنان حيث ولد في العام 1991.
وتابع الشهيد جهاد دراسته الجامعية في الجامعة اللبنانية الأمريكية LAU، ، حيث مارس أيضاً في الجامعة دوره كشاب في المقاومة، فكان مندوب التعبئة التربوية خلال 3 سنوات في اختصاصه إدارة أعمال، ليقدّم بذلك نموذج لأبناء جيله يجمع بين العلم والعمل العسكري الجهادي. وخلال مسؤوليته التعبوية كان يرعى شؤون الطلاب وزملائه، ويقيم الأنشطة التي تعلي ذكرى الشهداء وتشرح نهج المقاومة وتنشر فكر حزب الله، وكان يحثّ الشباب على أوسع مشاركة في الفعاليات الجامعية لما تصقل في شخصيّتهم من مفاهيم وقيم جهادية واجتماعية.
الاغتيال
نظراً لما شكّله الشهيد جهاد من ارباك للأوساط الاسرائيلية وخاصة انه نجل الشهيد عماد مغنية المخطط للعديد من العمليات التي كبّدت كيان الاحتلال الكثير من الخسائر واخترقته أمنياً، ولما كان اسم الحاج رضوان متدولاً جداً بين أوساط الكيان وما شكّله من "رعب" وردع، وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد نقلت عن مصادر استخباراتية"إن جهاد مغنية كان يخطط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكان".
وفي 18 كانون الثاني عام 2015 ، قام الكيان الاسرائيلي في عملية علنية وفي وضح النهار، بغارة استهدفت سيارتين في مدينة القنيطرة السورية، وبعد نصف ساعة على العملية أصدر حزب الله بياناً نعى فيه القائد محمد أحمد عيسى والمجاهدين جهاد عماد مغنية، عباس ابراهيم حجازي، محمد علي حسن أبو الحسن، غازي علي ضاوي، علي حسن ابراهيم، محملاً الكيان الاسرائيلي المسؤولية.
الرد على الاغتيال
بعد حوالي العشرة أيام على عملية الاغتيال، أصدر حزب الله بياناً اطلق عليه إسم "البيان رقم 1"، وقال فيه إن "مجموعة شهداء القنيطرة" في المقاومة الإسلامية قامت عند الساعة 11.25 من صباح الأربعاء، باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو". وصف الكيان الاسرائيلي الرّد بالهجوم الصعب والأخطر منذ حرب تموز 2006.
ومثّلت عملية الاغتيال اختراقاً لقواعد الاشتباك من جانب الاحتلال، وفي كلمة للسيد نصر الله بمناسبة اغتيال الشهداء وتنفيذ عملية الرّد، رسم السيدّ نصر الله معادلة ردع جديدة حيث قال "من الآن فصاعداً، أي كادر من كوادر حزب الله المقاومين، أي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة سنحمل المسؤولية للإسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة". وأضاف "نحن في المقاومة الإسلامية في لبنان لم تعد تعنينا أي شيء اسمه قواعد اشتباك. نحن لا نعترف بقواعد اشتباك. انتهت. ولا في مواجهة العدوان والاغتيال، لا توجد قواعد اشتباك، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا، من حقنا الشرعي والأخلاقي والانساني والقانوني وفي القانون الدولي لمن يريد أن يناقشنا بالقانون، أن نواجه العدوان، أياً كان هذا العدوان، وفي أي زمان، وكيفما كان، أن نواجهه في أي مكان وأي زمان وكيفما كان".
الكاتب: غرفة التحرير