في تمام الساعة 7:30 صباحاً في 13 كانون الثاني عام 2009 وأثناء مغادرة منزله في العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت قنبلة كانت مزروعة في المكان يتم التحكم بها عن بعد، العالِم النووي مسعود علي محمدي والذي استشهد على الفور.
وفي اعترافات القاتل ماجد جمالي فاشي الذي قبض عليه في 23 تشرين الثاني 2010 أكد انه "تلقى التدريب اللازم للاغتيال في رحلة إلى إسرائيل، ودورات تحت إشراف عملاء الموساد، في ثكنة عسكرية بالقرب من طريق تل أبيب السريع لـ "مطاردة سيارة ووضع قنبلة أسفلها وجمع معلومات من موقع محدد".
الشهيد محمدي: عالِم على مستوى عالمي
ولد الشهيد مسعود علي محمدي في 3 أيلول 1959 في قرية "كان" بالقرب من العاصمة طهران. نال شهادة البكالوريوس في اختصاص الفيزياء من جامعة "شيراز" عام 1985 فيما حاز على شهادة الماجستير من جامعة "الشريف" ليكمل دراسة الدكتوراه في قسم التكنولوجيا عام 1988 ويتخرج منها كأول طالب دكتوراه في الفيزياء في البلاد وأول طالب دكتوراه في جامعة الشريف عام 1992.
انضم الدكتور علي محمدي إلى هيئة التدريس في جامعة طهران، كما كان عضواً في مجلس الإشراف ونائب رئيس الجامعة حتى عام 1998.
خلال نشاطه العلمي والبحثي، نشر الشهيد علي محمدي أكثر من 80 مقالاً علمياً في عدد من المجلات العالمية، خاصة ضمن مهرجان الخوارزمي الدولي الـ 21، حيث حصل على المركز الثاني في البحوث الأساسية.
كان المجال الرئيسي الذي يدخل ضمن اهتمام ودراسة الدكتور الشهيد هو الجسيمات الأولية، خاصة تلك المتعلقة بنظرية الأوتار. كما عمل لمدة 4 سنوات كباحث في معهد أبحاث الفيزياء التابع لمعهد العلوم العالي. وعين عام 2008 كأحد ممثلي البلاد في مشروع سيسامي وهو مركز اشعاع السنكروترون للبحوث والعلوم التطبيقية في الشرق الأوسط.
خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية، حضر الشهيد مسعود علي محمدي في الخطوط الأولى، ليكون بذلك حاضراً في أي الميادين التي تحتاجه فيه بلاده ودافعاً عنها في شتى المجالات. حيث تولى مسؤولية قيادة إحدى الكتائب.
تكريماً للإنجازات التي قام بها الشهيد، تمنح جمعية الفيزياء الإيرانية جائزة "الشهيد مسعود علي محمدي" لأفضل أطروحات الدكتوراه في الفيزياء في البلاد.
الامام السيد علي الخامنئي أشاد في برقية له بدور الشهيد العظيم وقال"أهنئ وأعزي استشهاد الأستاذ والعالم الراحل الدكتور مسعود عليم محمدي رضوان الله عليه لأمه وزوجته وأسرته، وإلى جميع أصدقائه وتلاميذه وأهله. زملاء العمل. اليد الإجرامية التي خلقت هذه الخسارة كشفت عن دافع أعداء الجمهورية الإسلامية وهو ضرب الحركة والجهاد العلمي للبلاد. ومما لا شك فيه أن جهود علماء وأساتذة وعلماء الوطن رغم العدو ستفشل هذا الدافع الكيد".
الكاتب: غرفة التحرير