يمكن القول أن علي أكبر صالحي من أبرز العلماء الذين ساهموا في تعاظم قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية النووية. ولعلّ ما ميّز تجربته التنقّل بين شعاب الملف النووي الشائكة، منذ بداية مسيرته المهنية حتى يومنا هذا وبالأخص في الفترات الممتدة بين حكم الرئيس السيد محمد خاتمي وصولًا إلى الرئيس الشيخ حسن روحاني. هذه السيرة البارزة جعلت من صالحي شخصية بارزة في إيران والعالم النووي بعد انتصار الثورة الإسلامية.
فمن هو علي أكبر صالحي؟
ولد علي أكبر صالحي في الـ 24 من شهر آذار عام 1949 في مدينة كربلاء المقدسة في العراق، ثم انتقل مع والده إلى العاصمة العراقية بغداد بسبب العمل، حيث تعلّم اللغة العربية من خلال اللعب مع الأطفال في أحياء بغداد.
في العام 1958، توجهت العائلة في زيارة الى العاصمة الإيرانية طهران مسقط رأس صالحي، وكان من المقرر أن تكون الزيارة مؤقتة، إلا أنها تزامنت مع الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الكريم قاسم ضد حكم الملك فيصل في العراق، الأمر الذي حال دون عودة صالحي وعائلته الى العراق واستقر بهم الحال في طهران.
لم يرغب صالحي بالمناهج التعليمية والطرق التدريسية الإيرانية، فبعد أن أنهى تعليمه الثانوي في مدارس طهران، أرسله والده إلى العاصمة السورية دمشق ومنها انتقل إلى بيروت والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، حيث حاز على شهادة البكالوريوس في العام 1968 والماجستير عام 1971 في قسم الفيزياء. فيما بعد توجه صالحي الى معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية بغية الحصول على الدكتوراه في الهندسة النووية، وفي العام 1976 ناقش صالحي أطروحته في إدارة الوقود النووي.
السيرة المهنية
بعد حيازته على شهادة الدكتوراه، انخرط صالحي في العمل الأكاديمي، فعمل أستاذًا لهندسة الطاقة النووية في أكبر الجامعات التقنية في إيران والعالم، كما شغل منصب رئاسة جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران. وفي العام 1989 لعب صالحي دوراً مهمًا في مركز البحوث الفيزيائية الذي أقامته وزارة الدفاع الإيرانية بهدف إنشاء برنامج نووي سريّ مدني بطلب من الإمام الخميني (قدس سره)، وقد سعى المركز للحصول على مواد ومقالات وكتب مرتبطة بالملف النووي.
بين عامي 1997 و2005، تم تعيين صالحي ممثلًا دائمًا لإيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي العام 2003 وقع على البروتوكول الضمانات بين طهران والوكالة، الذي بموجبه سُمح للوكالة تفتيش منشآت إيران النووية، وقد ألغي عام 2006.
في العام 2007، انتُخب صالحي ليكون نائبًا للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول واستمر في المنصب حتى عام 2009. ليعود حتى العام 2010 الى منصبه في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم تم تعيينه بالإنابة زيرًا للخارجية خلفًا لـ "منوشهر متكي" بعد أن اعفاه رئيس الجمهورية آنذاك "محمود أحمدي نجاد" من مهامه.
وخلال عمله وزيرًا للخارجية، لعب صالحي دورًا كبيرًا في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حيال الملف النووي، ومع انتهاء مهامه الوزارية في عهد الرئيس السابق الشيخ حسن روحاني انضم إلى فريق المفاوضات النووية بصفته رئيساً لهيئة الطاقة النووية الإيرانية جنبًا إلى جنب مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وحتى اليوم لا يزال صالحي يشغل منصب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وتجدر الإشارة إلى أن صالحي لا ينتمي الى اي تيار او حزب ويعتبر أن لا فضل لأحد عليه فيما وصل إليه من مناصب بقوله "لم أدخل في أي صراع سياسي أو حزبي، وليس لي أحد إلا الله، ولست صهراً لأحد، ولا يوجد في بيتي عروس تنتسب لعائلة ما".
الكاتب: غرفة التحرير