تعد تقنية الذكاء الاصطناعي في القطاعات العسكرية، من أهم التقنيات الجديدة التي تسعى الدول لامتلاكها، لما سيتيحه هذا الامتلاك من زيادة، في قدراتها الدفاعية والهجومية على حد سواء.
وتعتبر الجمهورية الإسلامية في إيران، من هذه الدول التي بدأت إنشاء مسارات لهذه التقنيات، من أجل دمجها في العديد من المنظومات والأسلحة، لا سيما تلك التي تمتلك تميزاً واضحاً وكبيراً، على صعيد انتاجها وتطويرها، مثل الطائرات بدون طيار.
طائرة شاهد – 181
يعد المثال الأول في هذا المجال، ما قد كشف عنه في مناورة "الرسول الأعظم 15"، منذ أشهر. والتي تم الاستعراض فيها بطائرة بدون طيار من نوع "شاهد 181"، التي تعد من أكثر الطائرات الايرانية تطوراً وحداثة.
هذه الطائرة تم تصميمها على غرار الطائرة بدون طيار الأمريكية RQ-170 ، التي تم السيطرة عليها سابقاً، والتي تستخدم تقنية الدفع التوربيني (النفاث).
صممت طائرة شاهد 181 من أجل تنفيذ مهام استطلاع ومراقبة ومهام قتالية، وقد تم إنتاجها بكميات كبيرة، في سلاح الجو فضاء التابع لحرس الثورة الإسلامية خلال السنوات الأخيرة.
يبلغ مدى هذه الطائرة بدون طيار 1500 كم، ومدة الرحلة 4.5 ساعات، وارتفاع الطيران 25 ألف قدم، ويبلغ وزنها حين الإقلاع 500 كغ، وهي قادرة على حمل قنبلتين موجهتين من طراز سديد.
يومها وخلال المناورات، كشف قائد قوة الجو فضاء العميد أمير علي حاجي زادة، بأنه قد اختبار هذه الطائرات التي تتمتع بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ما يعني ان توجيه هذه الطائرات يعتمد على صور معدة مسبقًا، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية من نوعSAR ، فيمكنها من خلال مطابقة الصور التي تلتقطها خلال الطيران بما هو محفوظ في ذاكرتها التحليق دون توجيه مباشر من قواعدها.
كما أنها تستطيع أن تعرف نمط الطيران الجماعي، وبالتالي ستستطيع تنفيذ هجمات جماعية أيضاً، دون الحاجة الى توجيهها وإدارة عملياتها من قبل المحطات الأرضية. كما كشفت بعض الصور المنتشرة لها من مسافة قريبة، أن لهذه الطائرة أجهزة هوائية، يمكن من خلالها نقل البيانات بين الطائرات بدون طيار أو الاتصال بالمحطة الأرضية.
حينها تم أيضاً تنفيذ هجومات مشتركة ومتزامنة على الأهداف بنجاح، بين الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ما يعني أيضاً وجود اتصال فيما بينهم.
منظومة نزاجا - Nezaja
وبعد بضعة أشهر خلال في شهر أيار الماضي، كشف الجيش الإيراني عن منظومة في غاية الأهمية، على صعيد هذا المجال المدمج مع الطائرات المسيرة. حيث تم الكشف عن منظومة Nezaja للطائرات الانتحارية، والتي تتشكل من مجموعة طائرات مسيرة مؤلفة من 10، تتكون من طائرة كبيرة الحجم مع طائرات من حجم أقل، تؤدي فيها الطائرة الكبيرة أدوار التوجيه والسيطرة، من خلال الاتصال بين الطرفين وتوجيه الرحلة وإرسال الأوامر، بناءً على تقنية الذكاء الاصطناعي.
ويمكن أن يتم التحكم في الطائرة الأساسية من خلال الاتصال بمحطة أرضية أو عبر الانترنت، أو حتى من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المخزنة.
ويعتبر هذا النوع من أنظمة التوجيه والتحكم، بمثابة حافة تكنولوجيا التحكم والتشغيل بدون طيار في العالم.
الكاتب: غرفة التحرير