الشهيد عوض سلمي: ورث بندقية القائد عماد عقل

كانت الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987، السبب في استنهاض القدرات والمهارات العسكرية لأفراد الفصائل الفلسطينية الذين برعوا في أساليب المقاومة وتسلّموا العديد من المسؤوليات، وعلى الرغم من محاولات الاحتلال ملاحقة هؤلاء القادة لتفكيك البنية البشرية للفصائل الا ان القائد كان دائماً ما يخلفه قائداً آخر يكمل رؤيته ونهجه العسكري والأمني.

وحركة حماس كانت من أوائل الفصائل الفلسطينية التي برز منها أهم القادة الميدانيين الذين توارثوا البندقيات، وكان الشهيد القائد في كتائب القسّام عوض السلمي ممن تسلّم سلاح M16 - ذو الرمزية الكبيرة – للشهيد القائد عماد عقل.

فمن هو القائد عوض السلمي؟

التحق بصفوف كتائب القسّام عام 1992 بعد مشاركته الفعّالة في الانتفاضة الأولى، قاد عملية الرّد على اغتيال القائد عقل والتي أسفرت عن مقتل الكولونيل في جيش الاحتلال ميئر منير عام 1993، وصار عقبها ملاحقاً من الأجهزة الاستخباراتية للاحتلال.

اعتقل بعد ثلاث سنوات من المطارة، وتحمّل أنواع التعذيب في سجون الاحتلال مّدة 4 سنوات.

كان القائد سلمي ممّن عايشوا وعملوا بالتنسيق مع مهندس كتائب القسّام الشهيد يحيى العياش وممّن كان له علاقة وطيدة مع القائد العام للكتائب محمد الضيف.

وقد سعى القائد خلال مسيرته في تطوير العمل والقدرات العسكرية للقسّام، فكان ممن أدخلوا قذائف الهاوان والـ RBG، وكذلك استطاع ادخال الصواريخ في وقت مبكر من عمل الكتائب، وتمتع القائد بالعديد من المهارات الميدانية أهمها القنص وزرع العبوات حيث:

 _ قام بإعداد كمين محكم لإحدى دبابات الاحتلال في منطقة "جحر الديك" جنوب شرق مدينة غزة، وأثناء مرور الدبابة من النقطة المحدّدة هاجمها الشهيد بالرصاص الحيي والاشتباك المباشر فقتل جندياً اسرائيلياً وتمكن مع أفراد آخرين من الانسحاب دون خسائر.

_ وفي مدينة "دير البلح" وسط قطاع غزة، زرع القائد سلمي عبوة ناسفة استهدفت مجموعة من الجنود الإسرائيليين في مزارع موقع عسكري للاحتلال "كفار داروم" ما أدى لإصابة اثنين منهم، كما قام بزراعة عبوة ناسفة قرب موقع "ترميت" العسكري وتفجيرها.

بالإضافة الى انه ترك بصماته على أكثر من 20 عملية نوعية ضد قوات الاحتلال، أدت الى قتل وإصابة العشرات من الجنود، كما تمكن من الإفلات من عدّة كمائن للاحتلال كانت تهدف الى إلقاء القبض عليه.

الاستشهاد

أثناء قيام القائد السلمي بعمله العسكري، استشهد خلال زرعه لعبوة في كمين شرق قطاع غزّة في 2/12/2002.