مع اقتراب الموعد الأمريكي المزعوم لانسحاب قواتها من العراق في أواخر السنة الحالية، تدخل المملكة المتحدة "لملأ الفراغ الأمريكي" في المنطقة وبصفتها وكيلة المشروع الغربي، وقد ثبتت بداية تدخلاتها الجديد في الساحات الشرق الأوسط كافة، وبدأت المؤشرات الأولى تتبلور حيث أنها صنّفت حركة حماس الفلسطينية "إرهابية، وفي لبنان تستثمر بريطانيا في الاستحقاق الانتخابي القادم في آذار 2022 وتشترك في غرف مع دول خليجية لإدارة العبث في الأوضاع الأمنية والسياسية وتُلاحظ التحركات والنشاطات لسفيرها إيان كولارد لا سيما في طرابلس (شمال البلاد)، اما في العراق فقد طالت أيادي العبث البريطاني أصوات المقترعين في الانتخابات النيابية يوم العاشر من شهر تشرين الأول، كما تتحضّر المملكة الى نوع من التوغّل في المجتمع والشارع العراقي.
وتعمل الأجهزة البريطانية على جمع المعلومات وصياغة الدراسات التي من شأنها أن تؤسس لرؤية واضحة حول تركيبة هذا المجتمع وحول إمكانية الاستفادة من ثغراتها في محاولة لتكريس أهدافها وتحقيق مصالحها، وتعمل في دراساتها في دراستها على تعميق الخلافات في الشارع العراقي.
وتركّز التدخلات البريطانية على محاولات تعميق الخلافات بين مكونات المجتمع العراقي، لا سيما الفتن الطائفية والمذهبية، والاستثمار في الشروخ السنية – الشيعية والشيعية – الشيعية وحتى وصولاً الى القضايا الدينية ومسائل المرجعية نظراً لفهمها للمجتمع وحساسيته.
ومن ناحية أخرى تتعمّد بريطانيا إثارة القضايا التي تتعلّق بالمرأة العراقية وحقوقها واستغلال الشعارات الحقوقية لتأليبها على الأحكام المرجعية والدينية.
وفي هذا الملف المرفق، دراسات بريطانية بعناوين عدّة تظهر رؤية المملكة للعراق وكيف يمكن تجييش خطابها خدمة لمصالحها التخريبية في البلاد، وتشير الى "الاستعانة بأشخاص من قلب الواقع سواء من عامة الشعب أو من قادة وسياسيين" لإتمام هذه الأجندات.
الكاتب: غرفة التحرير