يعود الدور البريطاني بقوة في التدخّل وما يسمى "إدارة" منطقة الشرق الأوسط – على الرغم من ان الملكة المتحدة لم تنكفأ يوما الا ظاهريا - ويبرز لهذا الدور مؤشرات في العديد من الدول حيث عملت بريطاني في العراق في إدارة عملية تزوير أصوات الناخبين في الانتخابات في العاشر من الشهر الماضي بهدف العبث بالمشهد السياسي العراقي، وفي لبنان الذي يقترب موعد استحقاقه الانتخابي أيضاً بدأت تحركات بريطانية ملحوظة لا سيما في إنشاء غرف مشتركة مع الولايات المتحدة والسعودية والامارات.
وفي سياق استراتيجيات المملكة المتحدة فإنها تعيد انخراطها العميق في شرق السويس، وكذلك تستعيد دورها ووجودها الفاعل في الخليج.
وتُطرح علامات استفهام عن تحوّلات السياسية الجديدة في المنطقة التي تنتج عن هذه هودة التأثير البريطاني وعمّا سيخلطه من أوراق تحالف لا سيما عند أدوات أمريكا الخليجية وخاصة السعودية كما لدى الكيان الإسرائيلي.
ويبدو ان المملكة تسعى للتسلّل – بالشكل العلني هذه المرة - الى المنطقة في البداية من خلال "الأدوات الناعمة" متصيّدةً في الحساسيات الطائفية والمذهبية وكما مستغلّة "مصالح تجارية" لمن الوجه الاخر لمشروعها لا يختلف عن المشروع الأمريكي، وأبرز أهدافه: "مواجهة مع إيران وردع قوى محور المقاومة"، بالإضافة الى استبدال الوجود القوات الامريكية بأخرى بريطانية.
وفي هذا الملف المرفق، عرض شامل وبالتفاصيل لتأثيرات التدخلات البريطانية السابقة عبر التاريخ في منطقة الشرق الأوسط والخليج وما حمل ذلك من تداعيات بالإضافة الى ملامح مشروعها الجديد في هذه الفترة ومستقبلاً ويُذكر ان المملكة المتحدة ستحافظ مرة أخرى على تركيز شديد لما "ارتكزت عليه إستراتيجيتها الأمنية والدفاعية منذ الحرب العالمية الثانية: الحفاظ على علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة وتعزيزها".
الكاتب: غرفة التحرير