عرض رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "أفيف كوخافي" الأسبوع الماضي، تقييمه وتقديره لوضع جيش الإحتلال قبل حلول العام 2022، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست. وسيُطرح لاحقًا هذا التقييم لمناقشته بتعمق في مجلس وزراء الكيان. ولأهمية قراءة وتحليل كل ما يصدر في كيان الاحتلال من تقارير وتقديرات، سنقوم باستعراض أهم ما جاء في هذا التقرير من نقاط أساسية.
فقد زعم "كوخافي" في تقريره، أن الوضع الأمن القومي المحيط بالكيان قد تحسن، وذلك للأسباب التالية التي عددها وهي:
1)إيقاف ما سماه بنشاطات إيران في سوريا، والتباطؤ في تطور التهديدات في الساحة الشمالية (لبنان والجولان المحتل).
3)الموافقة على ميزانية الجيش.
4)التعاون مع دول المنطقة (المطبعة مع اسرائيل).
إيقاف نشاطات إيران وتباطؤ التهديدات في الساحة الشمالية
وفي هذه الأسباب الأولى، يحاول "كوخافي" إظهار جيشه بأنه استطاع تخفيف التهديدات في الجبهة الشمالية، لكي يؤمن الغطاء السياسي من الكنيست. وقد تحقق هذا السبب على حد زعمه من خلال:
_ إيقاف المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا، خاصة بالقرب من الحدود مع الكيان.
_ تباطؤ تكثيف حزب الله والمجموعات الموالية لإيران بأسلحة استراتيجية دقيقة (صواريخ وطائرات بدون طيار من جميع الأنواع).
_ تعطل تزويد سوريا والساحة الشمالية ببطاريات دفاع جوي إيرانية الصنع، التي كانت تهدد حرية عمل القوات الجوية في المنطقة.
_ تركيز الدولة السورية بالإضافة الى روسيا على موضوع إعادة الإعمار، الذي لا يمكن أن يتوفر دون دعم من الدول الخليجية. التي بدورها لن تقدم التمويل، في ظل رفض الولايات المتحدة الامريكية الاعتراف بشرعية الدولة السورية، في ظل "الوجود الإيراني".
وعليه نستطيع التقدير، أن تركيز الخطاب الإعلامي في الفترة المقبلة، سيكون عبر وسائل الإعلام الخليجية والعالمية كل تلك التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل هذه البروباغندا التي تقول "لا إعمار لسوريا بوجود إيران".
ووفق مزاعم "كوخافي" أيضاً، فإن هناك رضا روسي من الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا، والتي تقوض وفق تعبيره الوجود الإيراني فيها.
خاتماً هذا السبب بالخلاصة التالية: إن تقاطع المصالح ما بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإسرائيل، تدفع الى تضاؤل احتمالية حدوث تصعيد مفاجئ على هذه الجبهة (انفجار).
أما القسم الآخر لخفض التصعيد في الساحة الشمالية، فهو أن حزب الله لديه وضع معقد سياسيًا وداخلياً، حيث يعتبر مسؤولًا جزئيًا على الأقل، عن الأزمات المتلاحقة التي تصيب لبنان.
خاتماً هذه النقطة بتقدير الجيش الإسرائيلي بأن استعداد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للدخول في صراع مدمر مع إسرائيل قد تضاءل، لأن ذلك سيزيد من معاناة الشعب اللبناني.
الموافقة على ميزانية الجيش
أما السبب الثاني لتحسن الامن القومي للكيان فهو الموافقة على ميزانية الدولة، التي تسمح للجيش بتسريع خطته التطويرية " تنوفا ". كما تسمح بتحسين خطط مواجهة إيران (فحال حصولها على الأسلحة النووية)، والتخطيط والإعداد والتدرب على مخططات عملياتية مستقبلية إضافية لإحباط ذلك.
وقدر كوخافي أن أي عمل في "الدائرة الثالثة" (إيران والعراق) سيؤدي حتماً، إلى مواجهة في الساحة الشمالية القريبة، وربما حتى في غزة وداخل الأراضي المحتلة عام 48. كما نفى إمكانية أن تؤدي ضربة إيران لإنهاء المشكلة. فبرأيه ان الأمر يستدعي التحضير لحملة طويلة إلى حد ما في المدى الطويل والقريب، بما في ذلك التحركات الأرضية والتحركات في العمق. كاشفاً أن وسائل الحماية المطلقة لأجواء الكيان والجبهة الداخلية (ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار وصواريخ الكروز التي يمتلكها محور المقاومة) لم تجهز حتى الآن، بسبب تأخر التمويل وإقرار الميزانية.
التعاون مع دول المنطقة (المطبعة مع اسرائيل)
أما السبب الأخير، فهو ما يشكل أبرز تأثيرات عملية التطبيع في المنطقة. وهو الذي حدده بالتعاون الاستخباراتي والأمني، الذي يتكثف مع دول المنطقة. قائلاً بأنه من المستحيل التوسع في هذا الموضوع، لكنه عدَ التمرين الجوي الدولي "العلم الأزرق" الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي وزيارة قائد القوات الجوية "عميكام نوركين" هذا الأسبوع في الإمارات من المعالم البارزة في هذا الصدد.
وفي جولة سريعة من التقييم، عرض كوخافي لأبرز التقديرات الأخرى:
1)إمكانية تفجر الوضع في الساحات الفلسطينية كبير، لأن حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين هما منظمتا مقاومة إسلامية "متطرفة"، ولأن إسرائيل ما زالت ترفض بعض مطالبهما الاقتصادية، ولأن المفاوضات بشأن صفقة أسرى الحرب للمعتقلين متوقفة.
2)على الساحة البحرية يسود الاستقرار والهدوء، بسبب حالة الردع المتبادل بين إيران والجيش الإسرائيلي. هذه النتيجة سمحت للإيرانيين بالتركيز على النشاط البحري الذي يتحدى الأسطول الأمريكي الخامس في الخليج الفارسي وخليج عمان.
3) هناك حالة عدم يقين بشكل كبير، في تقييم الجيش للوضع النووي الإيراني في العام 2022، زما يسموه بالمشروع النووي العسكري. وذلك لعوامل عدة:
_ ارتفاع معدل التخصيب المواد، ووتيرة تركيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم من طراز IR-4،6 .
_ إعلان إيران العودة لطاولة المفاوضات من أجل العودة إلى الاتفاق النووي مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، ولكن ليس مع امريكا.
_ الإمام السيد علي الخامنئي والرئيس السيد ابراهيم رئيسي سيضعطون على حكومة بايدن من أجل تحقيق شروطهم النووية.
الكاتب: غرفة التحرير