يعتبر الشيخ "محمد عبد الكريم الخطابي" من أوائل المجاهدين، الذين تميزوا في حرب العصابات، وأقاموا تكتيكات تدرس هذا النوع من الحروب. الأمر الذي دفع بالثائر أرنستو تشي غيفارا إلى أن يقول له:"لقد أتيت إلى القاهرة خصيصاً كي أتعلم منك".
وفي عصر التطبيع والخنوع، هناك أهمية كبيرة لإعادة التذكير بشخصيات عربية وأممية، استطاعت تقديم نماذج مقاومة للاحتلال والاستعمار، وتمكنت رغم تواضع الإمكانات من تحقيق الانتصارات. والشيخ الخطابي من أهم هذه الشخصيات.
فما هي أهم محطات مسيرة نضال الشيخ الخطابي؟ وكيف استطاع ان يصبح مدرسة في تكتيك حرب العصابات؟
_ مجاهد من المغرب العربي، لقب بـ"أسد الريف"، حيث قاد الثورة ضد وجود الاستعمار الإسباني والفرنسي في بلاده، وتمكن من إيقاع هزيمة ساحقة بالإسبان في معركة "أنوال" التي جرت في تموز من العام1921.
_ يعتبر أول من أطلق مصطلح المغرب العربي وذلك بعد أن أسس لجنة لتحريره، حدد هدفها المركزي بتحقيق استقلال المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس الوحدة ما بين هذه البلدان والاعتماد على الإسلام، ورفض أي مساومة مع دول الاستعمار.
_ كانت بداية نضاله من خلال قيام والده عبد الكريم بتعبئة القبائل في الأسواق والمساجد، التي جمع منها 200 مقاتل من الريف لكي يحاصروا نقطة "تفرسيت" الاستراتيجية، في العام 1920. وبالتزامن كان محمد وأخيه "محند" يقومان بتنظيم وإعداد الثورة الوشيكة.
_ توفي والده بعد حصار النقطة لمدة 22 يوما، وهناك شكوك بأنه توفي مسموماً.
_ في العام 1921، قاد الشيخ محمد هجوما مفاجئاً على نقطة المراقبة الاستراتيجية الاسبانية في "دهار أوباران"، برفقة 300 مقاتل. واستطاع خلال هذا الهجوم قتل نصف الحامية العسكرية الإسبانية، إضافة إلى اغتنام مقاتليه لقطع مدفعية ومعدات حربية أخرى.
شكلت هذه المعركة أول هزيمة حاسمة للجيش الإسباني في منطقة الريف، وساهمت بشكل كبير في تقويض معنويات الإسبان، خصوصا لقائدهم الجنرال "سيلفيستري" الذي دخل التاريخ "كأول جنرال إسباني يخسر مدافعه في أفريقيا".
_ بعد هذا الانتصار تقاطرت القبائل الريفية على مركز قيادة الثورة في تمسمان، وارتفع جيش الشيخ محمد إلى 1000 مقاتل. وقد حققوا نصرهم الثاني في هجومهم على منطقة "سيدي بيبان" (شمال غربي أنوال)، والذي سقط خلاله من الإسبان حوالي 314 جندي.
_ قاد وشكل مجلس القبائل، الذين خاضوا الهجوم والمعركة، ضد نقطة التجمع الرئيسية للقوات الإسبانية في أنوال، في أيار من العام 1921. تحققت في هذه المعركة هزيمة مذلة للجيش الإسباني.
_ أسس جمهورية الريف وترأسها الشيخ الخطابي، واستمرت منذ العام 18 أيلول 1921 حتى 27 أيار من العام 1926 حيث حلت، بعد هجوم قوة فرنسية إسبانية مشتركة بتعداد 500 ألف مقاتل، وقيامهم باستخدام الأسلحة الكيماوية التي ما زالت المنطقة لليوم تعيش آثارها.
_ تم ترحيله الى جزيرة لارينيون الفرنسية، ثم تم إجلاؤه عنها باتجاه فرنسا، لكنه طلب الاستقرار في مصر كلاجئ سياسي.
_ترأس لجنة تحرير المغرب العربي في العام 1948 بهدف العمل على استقلال دول المغرب العربي.
_ توفي في القاهرة عام 1963، ودفن في مقابر الشهداء.
الكاتب: غرفة التحرير