اندلعت في الأيام الماضية جولة تصعيدية من الاختراقات الالكترونية، فقد شنّ الكيان الإسرائيلي هجوماً سيبرانياً تخريبياً استهدف النظام التشغيلي لمحطات الوقود الإيرانية، في محاولة من الكيان لإحراز بعض النقاط مقابل ارتباكه من البرنامج النووي الإيراني، لتعلن بعدها مجموعات قرصنة تسمى Moses Staff او "عصى موسى"، التي من المرجح ان تكون تابعة لقوات التعبئة "البسيج"، اختراقها واسع النطاق على "سيرفرات" وزارة حرب الاحتلال، واستطاعت الوصول الى ملفات ومعلومات مهمة وحساسة تمس بـ"الأمن القومي الإسرائيلي", تهدّد وزير الحرب بيني غانتس.
وبالأمس اخترق قراصنة "بلاك شادو" مواقع للإعلام العبري وخوادم شركة CyberServe وسرّبت بيانات ضخمة عن مستخدمي العديد من المواقع، ونشرت بيانات شخصية عن أكثر من 500 ألف سجل تضم مثل الاسم الكامل، ورقم جواز السفر، الهاتف، البريد، كلمة المرور، العنوان ومكان العمل، وغيرها من المعلومات الحساسة. ما أدى لاستنفار أجهزة الاحتلال المعنية وفتح تحقيق خاص بالحادثة.
وأمام هذه الاختراقات الداخلية والخارجية التي يتعرّض لها الكيان الإسرائيلي، يشير ما يسمى "مراقب الدولة" لدى الاحتلال الى ان "إسرائيل غير مستعدة لهجمات الكترونية".
النص المترجم:
مراقب الدولة ماتنياهو إنجلمان في مؤتمر صحفي في "إيلات":
مع اشتداد ذروة الهجمات السيبرانية المتبادلة بين طهران وتل أبيب، تتزايد المخاوف الإسرائيلية من عدم الجاهزية الكافية لإمكانية رفع إيران لوتيرة استهدافاتها لمختلف المواقع المدنية والعسكرية في دولة إسرائيل، ما قد ينجم عنها أضرار كبيرة وخسائر فادحة.
صحيح أن إسرائيل من جهتها توجه ضربات قد تكون أكثر فتكا باتجاه الأهداف الإيرانية، لكن الخشية الإسرائيلية أن تتسبب الهجمات الإيرانية بإحداث شلل كبير في المقدرات الاقتصادية والتقنية الإسرائيلية، سواء المصارف أو المشافي أو المؤسسات التجارية والبنى التحتية.
إن الهجمات الأخيرة على موقع "أتريف" الإلكتروني ومستشفى "هيلل يافه" توضح أن إسرائيل غير مستعدة لهجمات إلكترونية، وإسرائيل دولة معرضة بشدة للهجمات الإلكترونية، يتم إجراؤها ردًا على التهديد، ولذلك فإن الإجابة الدقيقة عن مدى استجابتها للتهديد الإلكتروني هي لا، بدليل أنه منذ 2019 فقد وقعت في إسرائيل 245 ألف جريمة إلكترونية، بما فيها التشهير والتحرش الجنسي والسطو وغير ذلك
وعمن يتصل فعلياً بالمواطن الذي تم الكشف عن تفاصيله الشخصية في الهجوم، فوفقًا لاستطلاع CBS لعام 2019، نرى أن هناك 245000 جريمة إلكترونية، التشهير والتحرش الجنسي والسطو والمزيد. 87٪ من الناس لا يشتكون على الإطلاق. نحن نقوم بمراجعة وكالات إنفاذ القانون لمعرفة ما إذا كانت مستعدة لمعالجة هذه المشكلة.
المستشرق اليهودي آيال زيسر:
الضربات الإلكترونية الإسرائيلية الأخيرة لم تمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي، وهي تعيد إلى الأذهان هجوما وقع قبل عقد من الزمن، حين دمر فيروس الكمبيوتر "ستاكسنت"، الذي تم إدخاله لأنظمة الكمبيوتر في أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني، ما أدى إلى تأخير البرنامج، دون إلغائه.
ووقوف إسرائيل وراء الهجمات الإلكترونية في إيران يعني استمرارا لنفس المعركة بين الحروب التي يخوضها البلدان منذ أكثر من عقد، ما يعني أننا أمام حرب باردة، وغالبًا ما تكون تحت الرادار، وربما يتبين أنها مناسبة لإسرائيل وإيران، لأنها تتيح لهما تجنب المواجهة الكاملة حيث لا يريدان ذلك.
مع العلم أن الإيرانيين لا يقفوا في هذه الحرب الإلكترونية في موقع الضحية فقط، لأن لديهم قراصنة يهاجمون إسرائيل بشكل متكرر، وقد تؤدي بعض هذه الهجمات لإزهاق الأرواح، وهكذا فإن الحرب الإلكترونية ليست لعبة، ولا يقتصر الأمر على تعطل إشارات المرور فقط، ولا حتى هجومًا على نظام الكمبيوتر في مستشفى هيلل يافه لابتزاز الفدية، بل يمكن أن تسفر الهجمات الإلكترونية عن سقوط أرواح بشرية، ووقوع خسائر اقتصادية هائلة.
صحيح أن إسرائيل لديها تفوق واضح على إيران في هذه الحرب أيضًا، ولكن كما في المراحل السابقة من حملة الدولتين، يتعلم الإيرانيون، ويتحسنون، ويبحثون أخيرًا عن ردود على إسرائيل، حيث بدأت بمهاجمة السفن الإسرائيلية قبالة سواحلها، وهكذا تستمر "الألعاب" الإلكترونية على نار هادئة دون أن يعرف الجانبان إلى أين سوف تنتهي.
المصدر: "معاريف" / "اسرائيل اليوم"
الكاتب: غرفة التحرير