وصل الوفد المشكّل من عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنيّة الى القاهرة، وبحضور رئيس المكتب في غزّة يحيى النوار، وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، للبحث مع الرئيس المصري – الوسيط بينها وبين كيان الاحتلال – الملفات المتعلّقة بقطاع غزّة والحصار الاقتصادي المتشدّد عليه، وملف إعادة الاعمار الى الأوضاع الإنسانية داخل القطاع وكذلك بحث العمل على "التهدئة" ومنع وصول الأمور نحو تصعيد عسكري، بالإضافة الى المشاورات حول آلية إتمام "صفقة التبادل" بين الجنود الإسرائيليين لدى حماس وبين أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
الآلية المرجحة
تدور المباحثات لصفقة التبادل لإجبار الاحتلال على الافراج عن أكثر من 1000 أسير من بينهم الاسرى الـ 6 الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع كما ستشمل نساء معتقلات وأطفال. وترجّح أوساط فلسطينية متابعة ان يتم التبادل كما حصل أيام جلعاد شاليط، أي على مراحل، المرحلة الأولى تعرض فيها حماس شريط فيديو مصوّر، وتكشف عن مصير الجنود وحالتهم مقابل الأسيرات والأطفال، ثم تنتقل المرحلة الى التبادل الشامل والكامل، لكن الاعلام العبري كان قد ادعى ان "مصر ستوضّح لوفد حماس أن إسرائيل لن توافق على إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير، وسيكون من الجيد لحماس أن تنزل عن الشجرة في مطالبها - كما أن أحد البدائل التي تريد مصر تقديمها لحماس هو عقد صفقة بشكل تدريجي وهذا المقترح سيكون تقدم معقول لكلا الجانبين في التفاهمات".
كما تشير الأوساط الإسرائيلية الى 7 أسماء يصنّفهم الكيان "كبار المخربين"، والذين كانوا من أهم القادة في الانتفاضتين عام 1987 وعام 2000، ومحكومين بالمؤبد والاحكام الصعبة، بالإضافة الى كونهم على قائمة الـ VIP "الممنوع التفاوض عليهم" في "صفقة الوفاء للأحرار" التي نفذتها حماس عام 2011 مقابل الجندي جلعاد شاليط، كما تشير هذه الأوساط ان إدراج أسمائهم في المباحثات اليوم "سيشكل تعقيداً بالنسبة للكيان".
فمن هم هؤلاء القادة؟
_ عباس السيد:
قائد كتائب القسّام في الضفة الغربية المحتلّة وأحد مؤسسيها، اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002 وحكمت عليه بـ 36 مؤبداً و200 سنة إضافية، كان من المخططين والمجهزين للعمليات العسكرية وأكبرها عملية "عيد الفصح" التي أدت إلى مقتل 32 جندياً إسرائيليًا، وإصابة 150 آخرين. تعّرض للمطاردات الطويلة ولمحاولات اغتيال داخل السجون الإسرائيلية فعام 2012 اقتحمت وحدة السجون زنزانته واعتدت عليه بالضرب الوحشي حتى نقل الى المستشفى متأثراُ بجراحه، واعترفت الوحدة ان الضرب كان انتقاماً منه في لذكرى السنوية لعمليته العسكرية الكبرى. وتم عزله "عقابياً" عام 2019 بادعاء الاحتلال انه أجرى مكالمة هاتفية في السجن مع رئيس المكتب السياسي للحماس إسماعيل هنية.
_ أحمد سعدات:
خَلَف الشهيد ابو علي مصطفى في منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقله الاحتلال ثماني مرات آخرها كان اعتقالا إداريا، واعتقلته السلطة الفلسطينية مرتين، كان المشرف على عملية استشهادية نُفذت في مدينة "نتانيا" في الداخل المحتل، حكم عليه الاحتلال عام 2006 بالسجن لـ 30 عاماً.
_مروان البرغوثي:
الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية قبل اعتقاله عام 2002 ومحكوم بخمس مؤبدات، وكان قد تنقل في العديد من المسؤوليات السياسية، وتعرّض للكثير من الاعتقالات في السجون الإسرائيلية ومن الملاحقات ومن السجن الإداري كما تم إبعاده الى الأردن لسنوات، وما ان كان يعود حتّى يستأنف عمله في مقاومة الاحتلال من جديد. يُتعبر من الذين قادوا الفلسطينيين في الانتفاضتين. كما تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال وتصفية لكنها باءت بالفشل ونجا منها وفي إحداها أطلقت قوات الاحتلال عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً، حتّى اعتقاله الاحتلال من منزله وقال رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون "أنه يأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل إن يكون رمادا في جره".
_ عبد الناصر عيسى:
كان من مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية، لُقّب بـ"قاهر الشاباك" وبـ "العبوة الموقوتة" بعد صموده في التحقيقات في السجن التي حاولت إفشال العملية الاستشهادية التي خطط لها، وقد قتلت 5 إسرائيليين بينهم ضابط واصابت 107 آخرين في القدس المحتلة.
_ محمد عرمان:
من كتائب القسام، شكل وحدة اعتبرها الاحتلال الأخطر على أمنه، وتركّز عمله على قنص الجنود الإسرائيليين وكان المخطط لعملية استشهادية قتلت 35 اسرائيلياً. اعتقله الاحتلال عام 2002 وحكم عليه بـ 36 مؤبداً ونقل من سجنه الى سجن، كما خاض الأسير عرمان الإضرابات في السجون.
_ عثمان بلال:
من كتائب القسام وأحد قيادات الحركة الأسيرة في سجن "جلبوع"، وتحديدا في قسم رقم 3، حيث تعرّض الاسرى للجرائم الانتقامية للاحتلال على خلفية عملية "نفق الحرية"، وكان بلال قد اعتقل منذ عام 1995 ومحكوم بـ 27 مؤبداً.
_ جمال أبو الهيجاء:
قيادي في حركة حماس في جنين، محكومون عليه بـ 9 مؤبدات و20 سنة، واعتقلته قوات الاحتلال بعد محاصرة مخيم جنين وتحميله المسؤولية في عملية الدفاع عن المخيّم.
الكاتب: غرفة التحرير