اعتبر كيان الاحتلال طيلة عقود مضت أن فكرة هزيمته غير واردة، وأن الدعم الهائل والعظيم الذي تقدّمه الولايات المتحدة له كفيل بأن يحافظ على الفرق الشاسع بينه وبين دول المنطقة كما كانت الحال أوائل ستينيات القرن الماضي. غير أن أخطاءه الاستراتيجية المتراكمة منذ عام 2000 وما تبعها عام 2006 إلى اليوم جعلت منه كيانًا يحصن نفسه خلف الجدران ويخشى من أي مواجهة مقبلة على الحدود الشمالية مع حزب الله بعد أن وصل إلى حقيقة أقرّ بها كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين "حزب الله وصواريخه الدقيقة بات يشكّل تهديدًا وجوديًا على أمن إسرائيل، ويجب التعامل مع هذا التهديد بشكل جديّ".
كيف يرى حزب الله زوال "إسرائيل"؟
لم يكن انسحاب الكيان من الجنوب لتنفيذ مصلحة إسرائيلية وهو الذي كان يتطلع لتوسيع نطاق سيطرته وضم كامل الأراضي اللبنانية، بل كان مجبرًا على ذلك لوضع سقف لخسائره الهائلة التي لم يكن يتوقعها. بعدها أصبحت "إسرائيل" بموقف من تُفرض عليها معادلات الردع والاشتباك لا مَن يصنعها. وبات زوالها من الوجود هو أمر قطعي ونتيجة حتمية، قانون تاريخي وسنة إلهية لا مفر منها" كما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في مقابلة خاصة مع موقع الخنادق صرّح نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن "الحقيقة مقاربة زوال إسرائيل، يجب أن نأخذها من جهتين، من جهة نظرية إيمانية ومن جهة عملية".
على المستوى العملي
"قارن بين 1948 والآن، إسرائيل تطورت بمحاولة تثبيت وجودها، إلى ان وصلت إلى مكان ابتداءً من الثورة الإسلامية المباركة سنة 1979، بدأت تنكفئ وتتراجع وبدأت تنشأ قوى مثل حزب الله مثل انتعاش القوى الفلسطينية مجددًا وكذلك دول محور المقاومة التي تحقق إنجازات وانتصارات مقابل تراجع "إسرائيل". بقاء "إسرائيل" لأي سنة من السنوات، لسنة سنتين ثلاثة أو أربعة ليس مرهونًا بالقدرة الذاتية لكيان الاحتلال إنما مرتبط بالدعم الأمريكي والخارجي، أي جهة تكون قائمة على الدعم الخارجي وليس على القدرة الذاتية لا تستقر بينما الفلسطيني هو صاحب الأرض ومحور المقاومة يعمل على استعادة الحق وهؤلاء أقوى".
إضافة لاستمرار محور المقاومة وحزب الله في العمل العسكري والتطوير والاعداد قال الشيخ قاسم: "يجب أن يحصل أمر ما في الداخل الإسرائيلي وهناك شيء له علاقة بمستوى الدعم الأمريكي لإسرائيل سيضعف مع الزمن لأن الولايات المتحدة ستواجه صعوبات وتعقيدات. الشعار الذي رُفع هذا العام "القدس أقرب" كان لافتًا لأن اختياره تم قبل عملية "سيف القدس" وبالفعل هذه العملية بيّنت ان إسرائيل لا تعلم شيئًا.
مؤكدًا: "السيد حسن نصر الله قال "سنصلي في القدس" وألمح إلى أن هذا الجيل سيشارك في تحرير القدس... وهذا يأتي انسجامًا مع كلام القائد الخامنئي (دام ظله) والذي حدد 25 سنة واشترط على ان تستمر القوى بالعمل لمواجهة إسرائيل، هذا يحتاج إلى إعداد وعمل. السيد حسن أكد على ما قاله القائد، فإذا حصل خلال هذه السنوات المقدرة بحسب الوقائع الموجودة "ان شاء الله سنصلي بالقدس".
من الجهة النظرية الإيمانية
"نحن مقتنعون بأن الله تعالى وضع قواعد في هذه الحياة في هذه الدنيا، من القواعد أن الظالم لا يمكن أن يستمر كثيرًا ولا بد ان يسقط، وأن المؤمن لا بد أن ينجح وأن يفوز "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"، "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" على الحالة الأخرى، وبالأخص موضوع القدس وفلسطين، في سورة الإسراء الآيات الأولى واضحة بأن إسرائيل ستتغلب أول مرة، وثاني مرة يكون زوالها بحمدالله تعالى. من هنا لا يوجد أي دليل نظري على استمرار "إسرائيل" بل على زوالها.
الكاتب: غرفة التحرير