منظمة بدر، الفصيل المهم وصاحب الخبرة الأكبر في المعارك، فتاريخه الجهادي يعتبر طويلاً، إذا ما تم مقارنته مع الفصائل الحالية.
تأسس عام 1982 بإشراف رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، وكان من أكثر الاجنحة تنظيماً للمعارضة إبان حكم نظام صدام. وقد تمركز فيلق بدر في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، حيث تلقى دعماً واهتماماً كبيراً من الامام الخميني "قدس سره"، وقد زار مقره والتقى عدداً كبيراً من افراده.
يضم الفيلق مجموعة من المقاتلين المعارضين وقادة وضباط في الجيش العراقي السابق، كانوا قد لجأوا الى إيران فاحتضنتهم وقامت بدعمهم .
مراحل التأسيس
في البداية تم تشكيل لواء بدر، ثم بعد ازدياد الأعداد المنتمية اليه تحول الى فيلق بعد أن تجاوز عدده ال 50 ألف مقاتل، ثم ازداد العدد بعد سقوط النظام العراقي ليصل الى اكثر من 100الف مقاتل، وتحول بعدها فيلق بدر الى منظمة بدر، معللاً ذلك انتهاء دوره كقوة عسكرية بعد سقوط الدكتاتورية في بغداد، واتجاهه للعمل السياسي باعتباره من أبرز القوى التي تمتلك تاريخاً جهادياً ضد النظام. وبذلك امتلك قاعدة جماهيرية تؤهله لتمثيلٍ أكبر في البرلمان العراقي. ودخلت منظمة بدر المعترك السياسي بقيادة القيادي السابق في المجلس الأعلى، والامين العام الحالي هادي العامري.
بدايات التأسيس
في العام 1979 أصدر السيد الشهيد محمد باقر الصدر فتواه بوجوب مواجهة النظام، ومن هنا بدأت المجاميع والكوادر تنظم نفسها، وتقوم بعدة عمليات ضد المؤسسات الامنية والحزبية، وعندها قام النظام بحملة اعتقالات وإعدامات طالت عوائل المجاهدين. وبسبب الضغط الكبير عليهم هاجر العديد منهم الى الجمهورية الإسلامية متخذين منها قاعدة للمواجهة، وكان من أبرز المهاجرين السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، الذي التف حوله العراقيون المهاجرون هناك. ومن هنا، بدأت فكرة تشكيل جناح رسمي مسلح يستقطب كل فئات الشعب العراقي.
معركة الزورة الشهيرة
شارك الفيلق بالعديد من المعارك ضد النظام السابق التي كانت تتم باشراف عدي وقصي صدام حسين، ومن أشهرها معركة (الزورة) التي حصلت في أهوار مدينة (ذي قار) وهي واحدة من المعارك التي أبلى فيها المجاهدون بلاءاً حسناً وكانت صفعة للنظام الإستبدادي، استمرت حوالي سبعة أيام بلياليها لم يتوقف القتال فيها. تكبدت قوات النظام خسائر كبيرة، وقامت باستدعاء قوات احتياطية لدعمها بعد أن وقفت عاجزة عن دخول هذه المنطقة، وواصل الفيلق شن الهجمات في عدة مناطق وخصوصاً في الأهوار جنوب العراق، وظل النظام قلقاً منها حتى قام بقطع المياه عنها لغرض تجفيفها والقضاء على المجاهدين الذين يعتبرونها ملاذاً آمناً لهم .
تلبية دعوة المرجعية
بعد سقوط الموصل كانت منظمة بدر قيادة ومجاهدين، من أولى الملبين لفتوى المرجعية وكانت لبنة أساسية في الحشد الشعبي لما تملكه من خبرة متراكمة، وقيادة لها باع كبير في مواجهة حرب العصابات، فعادت منظمة بدر لحمل البندقية الى جانب العمل السياسي، وكان لها دور كبير في تحرير العديد من المناطق في جبال حمرين وفي مكحول، والدور الأبرز في تحرير مدينة الموصل، وقد قدمت العديد من الشهداء فيما كان الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري يعتبر كابوساً لداعش وكان الى جانب الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في قيادة أبرز معارك التحرير.
منظمة بدر تعتبر خزان المقاومة العراقية، وأحد شرايين الحشد الشعبي، وتقوم بدور أساسي في تحرير الأراضي وطرد إرهابيي دواعش، اضافة الى دورها السياسي حيث كانت من أول الداعين لخروج قوات الإحتلال الأمريكي، وأول من صوّت في البرلمان على خروج كل القوات العسكرية الامريكية من العراق.
الكاتب: غرفة التحرير