ولد سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني المرجع الديني في العراق عام 1930 في المشهد الرضوي في إيران، وتربّى في كنف أسرة علمية معروفة، فوالده السيد محمد باقر السيستاني العالم الكبير في الأوساط الدينية والدراسة الحوزوية.
بدأ السيد السيستاني في سن مبكرة تعلّم القرآن وتتلمذ على يد كبار العلماء في مسقط رأسه في مشهد ، لينتقل بعدها إلى قم ويكمل دراسته الحوزوية ، وينهل من علم كبار المراجع مثل: السيد حسين الطباطبائي، البروجوردي والسيد علي البهبهاني.
غادر السيد السيستاني بعدها إلى النجف الأشرف وسكن في مدرسة البخارائي العلمية فحضر البحوث الفقهية والأصولية للعالمين الكبيرين: السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي، والشيخ حسين الحلّي.
مُنح شهادة الاجتهاد المطلق من قِبل السيد الخوئي والشيخ الحلّي، وهو في 31 من عمره بعدما تفوق على أقرانه وزملائه في البحوث وقوّة الاشكال وكثرة التحقق والالمام بالنظريات الفقهية العلمية في مختلف حقول العلم الحوزوي.
بدأ السيد بإلقاء المحاضرات الدينية والفقهية في مجالات عديدة لاقت استقطاباً كبيراً خاصة من العلماء وطلاب العلوم الدينية والشباب، ألّف وحرّر العديد من الكتب المهمة والمحاضرات والدراسات والبحوث. وكان نهجه العلمي يتميز بالابداع والتجديد، المقارنة بين المدارس المختلفة، التجديد في الأطروحة والنظرة الاجتماعية للنص...
عانى السيد من الضغوطات التي مارسها النظام البعثي في العراق في محاولته للقضاء على الحوزة العلمية، حيث كان عرضةً للاستبعاد عدة مرات، كما استبعد الكثير من العلماء والطلاب، لكنه أصر على البقاء في النجف واتمام دعوته رغم الظروف القاسية جراء الحرب الإيرانية-العراقية.
اعتقل النظام البعثي السيد السيستاني بعد الانتفاضة الشعبانية مع العديد من العلماء مثل الشيخ الشهيد مرتضى البروجوردي، إذ تعرضوا للضرب والتعذيب في فندق السلام ومعتقل الرضوانية، ليفرج عنهم في وقت لاحق.
بعد وفاة الامام السيد الخوئي، تصدى السيد السيستاني إلى المرجعية الدينية في النجف الأشرف. غير أن سلطات النظام وقتها حاولت تغيير مسار المرجعية واحداث الشرخ بينها وبين الشعب حيث أغلقت جامع الخضراء لكن محاولاته باءت بالفشل.
تعرض السيد بعد ذلك لمحاولة اغتيال بعدما شعرت السلطة أن علم السيد السيستاني وثورته الفكرية يشكل خطراً عليها لكنها فشلت أيضاً. وظل يتعرض للضغوط والتضييق الى أن سقط النظام البعثي.
يُذكر أن مرجعية السيستاني لم تتوقف داخل النجف الأشرف والعراق بل وصلت إلى مختلف أقطار العالم في أوروبا وأميركا والدول العربية والإسلامية، حتى أصبح رمزاً عالمياً للعلم والجهاد والانفتاح على الأديان.
يأتي في هذا السياق اللقاء التاريخي الذي جمعه ببابا الفاتيكان فرنسيس الأول، في النجف الأشرف عام 2021 والذي هنّأ بابا الفاتيكان السيد السيستاني على دوره العظيم في مكافحة الإرهاب.
وكان السيد السيستاني قد أصدر فتوى "الجهاد الكفائي" عام 2014 بعد اجتياح تنظيم داعش والتنظيمات الارهابية العراق ، وعلى أثرها تشكل الحشد الشعبي الذي استطاع الى جانب القوات المسلحة العراقية هزيمة الجماعات الإرهابية في العراق.
المصدر: موقع السيد السيستاني
الكاتب: غرفة التحرير