هو ليس الأول من نوعه، التصريح الذي أدلى به القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني اللواء حسين سلامي، خلال استقباله لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والذي قال فيه، بأن الظروف اليوم أصبحت جاهزة ومهيأة لانهيار الكيان الصهيوني، وبمجرد صدور خطأ ما منه، ستكون الحرب القادمة "حرب الموت" لهم.
فاللواء سلامي كان قد صرح في العام 2019، بعد توليه لقيادة الحرس ببضعة أشهر، وخلال الاجتماع النصف سنوي لقادة الحرس، بأن "محو" إسرائيل "لم يعد حلماً بل هدفا يمكن تحقيقه". يومها أعلن اللواء سلامي عن توفير إمكانية تحقيق هذا الهدف، من خلال ما تم التخطيط له في بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية.
لذا وعندما نستعرض بقية ما صرح به اللواء سلامي، سنتمكن من فهم رؤيته لطريقة حصول هذا الزوال:
أولاً: نمو قدرات وتوسع قوة محور المقاومة، مقابل تراجع قدرات كيان الاحتلال الإسرائيلي. رغم ما يروج له عبر وسائل الإعلام أو من خلال الحروب النفسية، لمحاولة التستر على الذعر الذي نشأ عند جنودهم.
ثانياً: أن الإسرائيليين مدركين تماماً لقوة المقاومة الإسلامية في لبنان، التي ما إن تقرر تفعيلها عندها يجب عليهم بالتأكيد الفرار من كل الأراضي المحتلة. لأن حضور المقاومة الجديد في البعد العسكري، وهي قوة الحرب على الأرض، سوف تجعل جيش الاحتلال يهرب من أمامه.
وقدر برزت هذه القوة جلياً خلال الحرب على سوريا، فالحزب قد خبر كافة أشكال القتال البري، من حرب المدن وقتال الشوارع، الى قتال الجبال والتضاريس المختلفة، وصولاً الى حرب الصحراء. إضافة لمرونته في اتباع وتطبيق وابتكار تكتيكات هجينة، ما بين فن الحرب الكلاسيكية وحرب العصابات. لذا فإن مقاتلي حزب الله، باتوا متمرسين في القتال البري أكثر من جنود الاحتلال.
ثالثاً: ان الكيان يشاهد امامه حزب الله من جهة ومعركة سيف القدس من جهة أخرى، عندها يوقن بأن المواجهة مع الحزب ستكون نتائجها وجودية.
الخطط التحضيرية للمعركة الكبرى
وعليه فإن الحرس الثوري الإسلامي، ومن خلال تعاونه وتنسيقه مع كل قوى ودول محور المقاومة، يجهزون الخطط والتجهيزات اللازمة، لمثل هكذا مواجهة، ستكون مصيرية وحاسمة في تحديد وجه المنطقة ضمن مرتكزات واضحة أهمها:
1_ اعداد كل ما يتوقعه الكيان من قدرات وكل ما لا يتوقعه، واستخدام سلاح المفاجئات.
2_ يجب أن تأخذ مرحلة التجهيز وقتها الكافي، فلا استعجال لخوض الحرب، لأنه كلما كان التحضير لها أكثر، كلما كان حسمها أسرع وبأقل التكاليف البشرية خصوصاً.
3_ إعداد كل ساحة في المحور بشرياً وتجهيزياً، لكي تؤدي مهامها ضمن إطار خاص بها خلال هذه الحرب. فلكل بلد نسبة لموقعه الجغرافي مهام مختلفة عن باقي الدول.
4_ الدعم الشامل لكل ساحات المقاومة الفلسطينية، التي تشكل أولى ساحات التماس والانطلاق في هذه الحرب.
انتظار اللحظة المناسبة
تفطنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاحقاً قوى ودول المقاومة، إلى أن أعدائهم رغم ما يمتلكونه من قدرات وتفوق تكنولوجي ومادي، إلا أنهم يقعون دائما في فخ حساباتهم وتقديراتهم غير الدقيقة، في مناسبات عديدة جعلتهم يخسرون خسارات جسيمة، حوّلت من تحدياتهم فرصاً لإيران ولقوى المقاومة، لكي يقوموا بتطوير قدراتهم بشكل نوعي واستراتيجي.
وعليه ولأن عنصر المفاجئة هو جوهر هذه الحرب، فإن محور المقاومة وعلى رأسه حرس الثورة الإسلامية، ينتظرون وقوع الكيان في فخ الخطأ القاتل، الذي يتيح لهم تنفيذ خطوات الحرب بسرعة قياسية، تمنع أي دولة من إمكانية تقديم الدعم لهذا الكيان، لا سيما أمريكا التي باتت تحسب ألف حساب لعواقب أي حرب او معركة مع الجمهورية الإسلامية، أضف اليه ان دورها ونفوذها سيبدأ بالانحسار التدريجي في منطقة غرب آسيا، وقد تنصرف بأي لحظة لمعالجة قضاياها ومشاكلها الداخلية، حينئذ تأتي اللحظة المصيرية الحساسة التي ستُغير وجه المنطقة، ويزول النظام العنصري في فلسطين المحتلة، وتعود هذه الارض الى أهلها وسكانها الاصليين.
الكاتب: غرفة التحرير