القواعد الأمريكية في سوريا تحت النار

منذ مطلع شهر تموز، تصاعدت العمليات العسكرية التي استهدف قوات الاحتلال الأمريكي في سوريا، بحيث تم تنفيذ 5 عمليات هجوم بالصواريخ والقذائف أو بواسطة الطائرات بدون طيار، في منطقة شرق الفرات. ما جعل الأمريكيين يستشعرون خطورة ما قد تحمله المرحلة القادمة من عمليات أخرى، لذلك عمدت إلى رفع مستوى جاهزية قواتها، واستقدمت تعزيزات من قواعدها في العراق. ففي 13 تموز، دخل رتل دعم لوجستي تابع لها عبر معبر الوليد، مكون من 37 شاحنة قادمة من إقليم كردستان العراق، باتجاه قواعدها الموجودة في محافظة الحسكة السورية. ويعد هذا الرتل هو الرابع الذي يدخل منذ بداية شهر تموز، فقد أرسل الأمريكيون سابقاً 3 أرتال مؤلفة من 150شاحنة، تحمل أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية وعربات مدرعة.

أما العمليات الأخيرة التي حصلت:

_ هجوم صاروخي على القاعدة في منشأة غاز "كونيكو" شمال دير الزور.

_ 4 عمليات هجوم واحدة منها بواسطة طائرة بدون طيار، استهدفت القاعدة الموجودة في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور.

مناطق التواجد الأمريكي

وتتواجد القوات الأمريكية في سوريا منذ أيلول العام 2014، حيث أرسلت جنودها بذريعة قتال داعش والفصائل الإرهابية الأخرى. لكن هدفها الأساسي والمخفي، هو دعم كل الفصائل والقوى المسلحة من أجل إسقاط الحكومة السورية، والتأسيس الجغرافي لمشروع تقسيم البلد، والأهم من أجل كسر العمق الإستراتيجي لمحور المقاومة.

لذا أقامت عدة قواعد ونقاط لها، في المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى ب "الجيش الحر" وقوات قسد. بحيث تتواجد حالياً في 28 منطقة (24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط)، وتتوزع على محافظات حمص (2) والحسكة (18) ودير الزور (9).

لذا سيكون تصاعد العمليات العسكرية واستمرارها ضد هذه القواعد، بداية لمسار ستؤدي نهايته حتماً، نحو انسحاب أمريكا من سوريا. خصوصاً أن الحكومة السورية أكدت مرات عدة، أنها لن تقبل بوجود هذه القوات العسكرية، وتعتبرها جيش احتلال، وستعمل على إنهاء وجوده بكل الطرق.

ومن ناحية أخرى، فإن العمليات الأخيرة تشبه الى حد كبير، عمليات المقاومة في العراق، والتي تستهدف أيضاً قواعد أمريكية. لذا فقد تكون، ضمن مسار إقليمي معين ومشترك، يؤسس فعلياً لإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.