الأربعاء 17 أيلول , 2025 03:44

التحرر من أسر الهاتف الذكي واجب

الابتعاد عن الهاتف الخليوي نمط لحياة صحية

إدمان الهواتف الذكية أصبح من أبرز اضطرابات العصر، ويُعرف بمصطلح "نوموفوبيا"، أي الخوف من فقدان الهاتف أو عدم القدرة على استخدامه. هذا النوع من الإدمان ينعكس على الصحة النفسية بشكل خطير، حيث يسبب القلق، الوحدة، وتدنّي احترام الذات، ويشبه في أثره على الدماغ تأثير بعض المخدرات عبر إفراز الدوبامين مع كل إشعار جديد. تشير الأبحاث إلى أن أكثر من نصف المستخدمين يشعرون بانزعاج شديد عند حرمانهم من هواتفهم ولو لفترات قصيرة.

من أبرز علامات الإدمان: القلق عند غياب الهاتف، تفقّده عشرات المرات يومياً، استخدامه في كل الأوقات بما فيها أثناء دخول الحمام والمناسبات الاجتماعية، وإبقاؤه تحت الوسادة أثناء النوم. كما يترافق مع مشاكل جسدية مثل الصداع وآلام الرقبة واضطرابات النوم، ويؤدي إلى عزلة اجتماعية وتراجع في الأداء الدراسي أو العملي. تظهر أيضًا أعراض أخرى كالغضب والاكتئاب عند الحرمان، إلى جانب ضعف التركيز، انخفاض الإبداع، وارتفاع احتمالية السلوكيات السلبية مثل التدخين أو العادات الغذائية غير الصحية.

التخلّص من هذا الإدمان يبدأ بالاعتراف بالمشكلة. ومن الخطوات العملية التي يمكن تنفيذها: إيقاف الإشعارات غير الضرورية، تقليل وقت استخدام الهاتف تدريجياً، التخلص من التطبيقات المشتتة، وإبعاده عن السرير قبل النوم. يُنصح بتجربة فترات قصيرة من الإغلاق الكامل، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع، واستبدال وقت الهاتف بأنشطة بديلة مثل القراءة، الرياضة، أو اللقاءات الاجتماعية. كما يمكن اعتماد أساليب بسيطة مثل جعل الشاشة رمادية لتقليل جاذبيتها، أو وضع الهاتف بعيداً عن النظر لتقليل الرغبة في استخدامه. في الحالات الأصعب، قد تكون الاستعانة بخبير نفسي خياراً مناسباً.

فوائد الابتعاد عن الهاتف تتجلى في تعزيز اليقظة الذهنية والعيش بوعي أكبر، تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، وتحسين جودة النوم. يتيح ذلك تواصلاً أعمق مع الذات والآخرين، والتخلّص من الضغط النفسي الناتج عن المقارنات المستمرة مع "الحياة المثالية" التي تعرضها وسائل التواصل الاجتماعي. كما تتحسّن الصحة الجسدية مع انخفاض الصداع وآلام العينين والرقبة.

وهناك تجارب عدة توضح إمكانية تطبيق هذه الخطوات ونجاحها. عن طريق استبدال الهاتف الخليوي الذكي بأجهزة بسيطة وأقل تطوراً. ورغم المشكلات التقنية فيها وضعف إمكانيات الهاتف، إلا أنها من الطرق الفعالة والتي تتسم بالأمان خصوصاً في ظل الخروقات المتعددة التي يسعى العدو لتطبيقها من خلال الهواتف المحمولة.

التحرر من عبودية الهاتف الذكي ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن عبر خطوات واعية وتدريجية تضمن استعادة التوازن النفسي والجسدي والاجتماعي، وتعيد للهاتف دوره كأداة ثانوية فقط لا كمسيطر على الإنسان.

لتحميل الورقة من هنا


المصدر: مركز يوفيد للأبحاث

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور