قال ميشال نايتس في مقالة له نشرت بمجلة “Politico” إنه في الوقت الذي بدأت القوات الأميركية الخروج من الشرق الأوسط، وإخراج صواريخ الباتريوت من المنطقة والاستعدادات لإخراج حاملات الطائرات من الخليج وانهاء الحرب في أفغانستان وغيره، قصفت إدارة بايدن "الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق وسوريا" خلال الأشهر الثلاث الأخيرة أكثر مما فعلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب طوال عام ٢٠٢٠.
وأضاف بان المعضلة بالنسبة للبيت الأبيض في انه يعتبر ان المهمة التي تقتصر فقط على محاربة الإرهاب في العراق وسوريا هي بديل مناسب عن الانسحاب الكامل، والذي سيستفيد من "الخصوم مثل داعش والمتشددين الإيرانيين" وفق قوله.
وقال الكاتب – وهو باحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى الذي يعد من أشهر مراكز الدراسات الصهيونية في الولايات المتحدة – إن "الجماعات التي تدعمها إيران" لن تتوقف عن استهداف القوات الأميركية. وأضاف بان إدارة بايدن على ما يبدو عالقة في دوامة، بحيث تتبع أسلوب الضربات المحدودة من اجل "ردع الميليشيات" وفي نفس الوقت تتجنب التصعيد، وأردف قائلا بان هذا الأسلوب لن يحقق أي من هذين الهدفين، وبان على فريق بايدن تبني مقاربة أخرى أكثر ذكاء واقل علنية.
وأشار نايتس في نفس الوقت إلى ان المشرعين الاميركيين يطرحون الأسئلة حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية لديها الحق بالدخول في عمليات متبادلة مع "الميليشيات التي تدعمها إيران"، لافتاً في الوقت نفسه إلى ان مجلس النواب الأميركي قام مؤخراً بالتصويت لصالح الغاء قانون “AUMF” الصادر عام ٢٠٠٢ والذي اعطى التفويض باستخدام القوة العسكرية في العراق.
وبناء عليه قال الكاتب ان إدارة بايدن عالقة بين هجمات "الميليشيات" والاسئلة التي تطرح في الكونغرس، وبالتالي تحدث عن ضرورة إيجاد صيغة بديلة.
وحول هذه الصيغة البديلة قال الكاتب انها يجب ان تستند اولاً على رد الصاع صاعين في مواجهة "الأعداء"، داعياً إلى استهداف وقتل أحد قادة "الميليشيات" في المرة المقبلة التي تستهدف فيها قاعدة أميركية بواسطة صاروخ او طائرة مسيرة، على ان تختار واشنطن التوقيت والمكان المناسب.
اما ثانياً فدعا الكاتب إلى عدم اعلان تورط اميركا في العمليات العسكرية من اجل "الحد من خطر التصعيد"، وقال في هذا الإطار ان الولايات المتحدة تعرضت لانتقادات من الحكومة العراقية بعد الضربات الأخيرة في العراق، وان إيران و"الميليشيات التي تدعمها في العراق" في المقابل لم تتعرض للانتقادات على خلفية "ضرباتها بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة" كونها لم تعلن وقوفها وراء هذه الهجمات، كذلك إن "إسرائيل" ايضاً لا تتبنى الكثير من هجمات "الردع" التي تقوم بها.
وثالثاً شدد الكاتب على ضرورة عدم السماح لإيران بان تجعل "وكلائها" هم من يتحملون المخاطر، وعلى ضرورة جعل إيران تدرك بان تزويد "وكلائها من الميليشيات" بالطائرات المسيرة المتطورة يحمل معه ثمناً. كما تحدث في هذا السياق عن نقل رسائل إلى "المؤسسة الأمنية في إيران" خارج نطاق المحادثات حول الملف النووي والتي تحذر إيران من ان أي عمل سري من قبلها سيلقى بالمثل من قبل الولايات المتحدة.
واضاف ان السبيل الوحيد لحماية القوات الأميركية في سوريا والعراق هو الردع "التقليدي" وان حق اميركا بالدفاع عن قواتها يجب ان يكون غير قابل للتفاوض.
الكاتب تابع بالقول، ان بايدن يريد تقليص موطئ قدم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخفض التصعيد مع إيران، وبان قادة الكونغرس من جهتهم لا يريدون استخدام القوة العسكرية تحت غطاء "الدفاع عن النفس"، وأردف بان مقاربة بايدن حتى الآن لا تلبي على الاطلاق أي من هذه الآمال.
وختم بان رد الصاع صاعين وبشكل غير معلن هو أفضل سبيل لكسر "الحلقة المفرغة".
المصدر: مجلة politico الاميركية
الكاتب: Michael Knights